ويظل ظنك يحاصرك
ليخنقك ويقتلك
لتغفل عن حقيقة ساطعة
لو تمهلت لادركتها
أن في قلبك وطن
وسكن وأمنية
وملاذ
لأناس قد لا تعرفهم
ولم ترى لهفتهم عليك
أو تشعر باحتياجهم لك
أو تلمس إقبال قلوبهم
وأعينهم نحوك
فما أعماك عنهم
وأغشى بصيرتك
عن إقبالهم عليك
هو انشغالك بمن هو ليس لك
نعم..
حتى وإن كان معك
قليلًا
فهو يرتاح من شقاء البحث
عن سكنه
ويلتقط أنفاس تعب أحلامه
في صالون قلبك
ثم يستأنف بحثه
عاجلًا أو آجلًا
عند أول اختلاف
يهرع عنك
ولا يصبر على بقاءه
معك
كأنه لم يكن لك
ولم يعدك يومًا أنه منك
ولن يكون عليك
أبدًا
فلم يتمسك بوجوده
معك
أو يقبض بأنامله
على كفك الممدود نحوه
مهما اقتربت
لأنه..في الحقيقة
يسعى لقلبٍ آخر
يجد فيه ملاذه
وسكنه
الذي لم يكن في الحقيقة
أنت
فلما فارقك
وابتعد
رأيت نفسك وحيدًا
وتألمت وبكيت
وكفرت بالحب وأهله
لكن الحقيقة
أنك
لست وحيدًا
ولم تكن أبدًا
أنت فقط غافل عن حقيقة من يدور في كونك
يبحث عنك
ويسعى لأن يكون معك بصدق
ولن ترتاح أبدا
حتى تدرك حقيقة من حولك
وتكون دواء من رأى في قلبك
سكنه
وفي عينك
دوائه
نعم أنت غافل
لكنك
لست وحيدًا
أبدًا
#مبعثرات
#أمير_الظلال