- -->
موقع مليون شاعر وشاعره مصرى وعربى موقع مليون شاعر وشاعره مصرى وعربى
الرئيسيه

آخر الأخبار

الرئيسيه
الرئيسيه
جاري التحميل ...
الرئيسيه

(دوار في حضرة الذات) بقلم الشاعر والكاتب/حبر ٱذار

دُوَار في حَضرّةِ الذَات:
__________________
حينما وَجدوني أعرّج أمشي علىّ ضِلعٍ ونِصف ،لَم يكُن القَبر كبيرًا علىَّ جَسد أخي حينَّ رأيتهُ يمِد قدمه من الكفنِ ،
فوجدتُ القِط يعُض إصبَعي بالحلمِ .

في حينَّ أنَني بِتُ أدور حَول اللمبّه ك ظلامٍ يزور أمهُ العتمَه خِلسة أن تراهُ غريمتهُ الشمس فـ تقتلُه ،حينَها لم تكُن الكُره الأرضيه دائريه الشَكل هيَّ بيضاويه، كَي تسنِد رأس أبي علىَّ كتِفها حتىَّ لا يشعُر بالداوارِ .

أمضيتُ ألتفِت حَول العرّاء وأنا مُقلّد بذخيرةٍ من الهواء أرتدي جِلدي معطفًا من التُراب ك أنني آدم لحظة الوِلادة، 
رأيتُ حينها أن جَميع الأقفَال الموجوده علىّ أبواب صَدري
تنتظر فتح "الجَرح" 

لم أدرِك حينها أنَني مليئًا  بـ الدماء إلا حينما نّزفت فوجدتُ أنني أتسرّب ك الماءِ الذي يَركُض لقتل عَطش الأرض وهي مُشقَقه تفتَح فمُها ك أنها أمي تتحدَث ليلاً وهى نائمه .

لَم أكُن أعلّم أنَ النوافِذ  المفتوحه في الجدارِ خُلِقت ليتنفس مِنها الطوب الذَي تَعِب من رَصِ المسامير بصدري.

دومًا ما كُنت أشعُر بحرارة الشَوق ك أنني شجرّة تحترِق في غابات الأمازون فـ أبكي كَي تحملُني أمي ك دمعةِ ثمرّه تحتفظ بِها في ثلاجة الموتىّ .

كُنت أشعُر بين البلادِ بـ البردِ كُلما أغتربتُ عن وَطني حتىّ أنَ جميع الملابِس التي علىّ الجِدار ليست مُتسخه،
هي فقط تنتظِر أن تؤدي النشيد الوطني "إلبسني إلبسني" وحينما أرتديتُها أستُشهِدت .

أنا لا أشبِه الأغنيَاء كَي أعيش في قَصر "عَابدين" او قصر"ميسور" أو "شنبرون" أنا شابًا باتَ يمضي أيامهُ في الغُرفه التي تَسكنهُ وتتنفسهُ ك أنهُ نايًا كُلما خرجت صرخ عليها ك طفلٍ لا يعرِف إلا البُكاء .

أحِب صَديقي البَحر جدًا فـ أنا كُلما كرِهت شخصًا أخبرهُ أن يأخذ بثأري منهُ في أعياد شَم النَسيم حتىّ أصبحَ يكرهُني ويقول لي أنا لَم أكُن طريقٌ للغرّق بَل أن السمَاء أمطرّت كي تأتِ الأسمَاك لـ تلحَق نُصرّة جيوش موسىَّ ، فبكيتُ فـ خَرجت مِن عَيني دمعَه ك أنها سمكة هارِبة من شِدة حَرارة زَيت العين بالمِقلاه،

كُل يومٍ أشاهِد وأتابِع الأخبَار وأنتظِر أن أقرأ خبر وفاتي في شَريط العناوين ، وما يُثير التعجُب أنني تجَهزتُ وأرتديتُ كَفني مُذُ الواحِد والثلاثين عامًا ، وحينما تساءلتُ لماذا التأخير ..؟ أخبروني بأنَ العِراق واليمَن وسوريا وليببا قَد دَفعَت ديَة جريمتُك أنكَ حَيٌ عَن طريق الشُهداء .

دومًا ما تُراودني فِكرة أن أستمِع لـ النملِ ك قاضٍ اُقاضيهِ على إرتِكاب جَريمة إلتِقاط السُكر الذي في عُبوة الفُقراء بحجمِ ملعقتين ونِصف ، فيرُد قائلاً إذًا أقرِضني مِما عندُك ، فـ أعجَز عَن الرّد لأنني لا أملُك إلا دمعتين وعَينين لا يَكفوا لإطفاء شُعلَة النار أسفَل ظَهر الشَاي المُر. 

حينَها أذهَب لأتسكَع في الغَابات وأبحَث عَن السُلحفاه الصغيرّه التي وِلدت في شِدة البَرد لأسكِنها جَيب قوقَعة مِعطفي القديم الذي أقيمت بهِ معركة الفِئران الكُبرىّ وأنا نائِم،

وحينَّ حملتُها كُنتُ قَد نَسيتُ كَتفي ك عمودٍا أسنِد بهِ سَقف مِنزلنا المُتكئ على ظَهر الشجره التي آلت للسقوط، وحينَّ وصلتُ للبَحر قُلتُ اُريد أن أعبُر البَحر بمجدافٍ واحِد 
والآخر سأسطادُ بهِ  أنفَاس البَحر من خياشيمِ الأسماك فـ غدرت بيّ السُلحفاه وأعطَت دِرعُها للبَحر.

عُدتُ حزينًا سريعًا ك قَلمٍ يكتُب بسُرعة ليلحَق الإجابة قَبل إنتهاء المَوت وقُلتُ اُريد أن اكتُب شئٌ بَسيط فكُلما أشتدت حرارة الأورّاق ، أتخذت نفسُها حطبًا في فُرن قصائد أمي المصنوعة مِن الطين .

وحينَّ سألتُها لماذا ...؟ 
قَالت اُريد أن أكونْ أمٍ لـ آدمِ  كُلما كتبَ حرفًا ينزف المَاء مِن طينِ القَصيده ومُذُ ذلِك الوَقت وأنا أكتُب إسمي بطينِ الشوارِع.

لم أكُن ك الطبقاتِ الأخرىّ التي تدُق الأحزان في إناءًا مِن النحاس وتطحنُها ولا تُبالي ،فـ أنا لا اُريد أن اكون ك النحاسِ 
فـ صَدري ليسّ ك مصباحِ علاء الدين .

دومًا ما كُنتُ أجلِس بجوارِ النار في فَصل الشِتاء بَعد رجفةٍ طَويلة تمتَد لـ طولِ لحافين وبطَانية مِن الحصىّ الخالِص على التُرابِ ، وحينما كَانت أمي ترىّ وَجهي أثناء عُلو النارِ تَقول ما أجملُك أنتَ ك الضوءِ فـ أخبرُها أنني لا اُريد أن أكون ك الضوءِ
كي لا تنكسر قَدمي على نافِذة عيونِك حينَّ تُغمضينها مِن شدة الدُخان فـ أسقُط ك دمعَة .
..
.
بـ قَلّمي: "حِبرْ آذَّار" 
 16/ مايو /2020

التعليقات



إذا أعجبك محتوى الموس الشعريه وعه ا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك الموسوعه بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع مليون شاعر وشاعره مصرى وعربى

2016