لا تلقين بكل شئ على القدر،
فجل النوازل اكثرها من افعال البشر،
فكم لئيم فى الحياة تصون عهده
وفى غيابك يرميك بسهام كا المطر،
وكم من حبيب تهبه كل محبتة
وقلبه نحوك حقيقة اصم كا الحجر،
وكم من صديق تخلصه مصادقتك
ولكنه كل حين يرميك بكم من الغدر،
ولا يكن تقربه منك فى كل احواله إلا
كريح قصير تخدع هشاش الشجر،
فاعلم بأن مصاد قة اللئام
كزرع الحب فى ارض لا تجود بثمر،
تلك هى صفات من كلما اكرمته
يفعل بك كل سوء وقلما إن اعتذر،
فأعلم بأن هذا ليس من افعال القدر،
ولكنه من قلوب كالهيب من سكر،
ليس لهم رفيق فى الحياة يألفونه
ولا تجد لهم فى حياتهم من مستقر،
فتريث بعقلك قبل تقديرك احدآ
ولا تلق بلوم بعد ذلك على القدر،
فالعقل نبراس الهدى فى كل مسيرة
وبه تجد السلامة فى التريث والحذر،
فلاتجزمن بأن كل من افعال القدر،
بل لعدم مصادقة الأخيار من البشر،
فإن كان كل شئ فى الحياة. مقدر
ما كان للأعمال من عقاب منتظر،
فمن لم يخف يومآ من عقاب خالقه
فلا تظنه ذو قلب بالحب ينفطر،
إن الصديق هو الصدق فى معاملة
هذا حديث خير. مبعوث للبشر،