عيون ماطرة
أتى موعد الرحيل هائجا
بطعنة إزدراء تجول أرجاءي
والروح شهيد ينازع يحتضر
يدعوني للمنفى و الزاد صبر
على ركام جعاف المشاعر
قصتي اليوم ..حكاية سرمدية
أرعدت حريقا في ليلة ماطرة
بجراح تغوص أجمةالجوارح
على وجهي تغلي تلك الزخات
أيهما أمسح دمعي أم المطر !!
متى بدأت الحكاية وكيف ..
فاضت اللواعج برعشة قلم
و زمهرت الذكريات برأسي
لتبلل شعري كمركب غريق
يخيط الوداع على دربي
ماذا جنيت و الجناية بحقي ..؟
ألم أكن أمشي تحت الشمس
و الهواء يملأ صدري فراغا
لا عشق يناورني أوزار خطوي
لا حنين تدك أجراسه أرضي
نظراتي سماء هي أوطاني
فأتاني الوعد حصانا أبيضا
عهد فرح يشيد لي قصورا
قلت هذا خيال برمشي عثر
سجاده جنة و بستان إخضر
قليلة السعد في أدغال الهوى
ربما صيف حظي .. أزهر
وعلى فروع الهناء ..أثمر
ما أوهمك يا قلبا انفطر..
أعلنت كلماتك هوية هذيان
كفكفت دمع غدر الخلان
و الصمت سهم أصابك و بتر
لا لوم لظن إن إطمئن و خاب
فصحوة العاشق جرح ياللعجب !
مع نسمات كساد حسن النوايا
وشوق اغترف فاخر الجحود
أغتيل العمر أقساط عبث و هزل
لوعة قلبي الموؤد لها المطر فتيل
و آهة كبرياءي دفينة الصدر تقتل
راحلتي الزمن بسوط مرارة العبر
و الجلاد يسكن القلب بكل وتر
من أجله أضأت سبل نور الحلم
والخسوف لمثلي زلة لاتغتفر
صوت النسيان رجاء جهل يؤلم
يهد أنغامي بالأنينُ و لايرحم
رحلت مني لهفة التلاقي للعدم
وفي شَفَتَيّ فتات حديث يابس
فجيع الذبول عازم الفراق بائس
انتهى الشغف ونسمات المولد
في أزقة الظلام و قبر المستور
هجع الليل عنيفا بأمر ظالم
وبكت بصمت عيون الهائم
بشفافية تلك الغيم الماطرة
نبض القلب يطرق باب الغياب
والترياق هجر وقبر للعمر الغادر
أغلقت كل المداخل مِنّي لامفر
و العبور في النواح قدر لايغتفر
أعلن البرق حالة الطواريء بلاء
و على أديم الليل نعيا بلا عزاء
أبكي و البكاء غباء مني سخر
تلهو بي مذلة التمني و التناسي
ارحو طين آدم لإعادة تشكيل قلبي
الجريحِ وترتيب فوضى شعوري!
بقلمي الشاعرة ملكة محمد أكجيل
5\2\2021