حكايةُ عروسين
وصلتْ إلى الأقصى يُرافقُها العريسْ
فزفافُها الميمونُ في يومِ الخميسْ
جاءتْ لترْكعَ ركعتينِ مع الخطيبْ
ليُبارِكَ الرحمنُ عُرسَهُما القريبْ
خُطِبتْ أميرةُ قبلَ سجْنِ خطيبِها
لكنّها رضِيَتْ بمرِّ نصيبِها
عانى العريسُ محمدٌ في سجنِهِ
رغمَ البراءةِ أو حَداثَةِ سنِّهِ
عشرونَ عامًا في غياهبِ أسْرِهِ
متماسِكًا متشدّدًا في صبْرِه
أمّا أميرةُ عشقُها منذُ الأزلْ
وفؤادُها ما زالَ يحدوهُ الأملْ
ظلّت محافظةً على عشقِ السنينْ
رغمَ الجوى رغمَ النوى ولظى الحنينْ
صمدتْ ولم تسمحْ لنيرانِ العذابْ
حرْقَ الغرامِ وحرقَ أحلامِ الشبابْ
قالوا: "شبابُكِ سوفَ يخبو بل يزولْ
وجمالُكِ الآني سيذوي في الأفول"
قالت: "إذا رفضَ المذلّةَ كي نكونْ
فأقلُّ ما أعطيهِ حبٌّ لا يهونْ"
لكنَّها حزنت لقولٍ قد وصَلْ
وعلى لسانِ خطيبِها يومًا نُقِلْ
قالوا: "يطالبُها بألّا تنتظرْ
وَيُريدُها منْ أجلِها أنْ تستقرْ"
فرِحتْ أميرةُ عندما عادَ الأسيرْ
وتعيّنَ التاريخُ للفرَحِ الكبيرْ
ليباركَ الرحمنُ عُرسَ الليلةِ
ذهبا إلى الأقصى قُبيلَ الحفلةِ
دخلا معًا والشمسُ مالتْ للمغيبْ
وإذا بجُنديٍّ عن الأقصى غريبْ
يعْوي على الاثنينِ أن يتجمّدا
لمْ يسْتجيبا فاستشاطَ مهدِّدا
رفعَ السلاحَ بدونِ أيِّ مبرّرِ
إلّا الشعورِ بجبنِهِ المتجذّرِ
صرخَ الغريبُ لكي تعاونُهُ الذئابْ
فتهافَتتْ مثلّ الأفاعي والذبابْ
وبدونِ أنْ يتحقّقوا أو ينطِقوا
قاموا بضربِهِما ولمْ يترفّقوا
لم يستطعْ كبتّ الهوانِ محمدُ
ومحمّدٌ عندَ الشدائدِ يصْلُدُ
هجم العريسُ على الذئابِ بنخوةِ
وَبنخوةٍ من لا يهبُّ لغزوّةِ
وقفتْ أميرةُ عندها مثلَ اللّهيبْ
لِتَصدَّ كيدَ المعتدينَ عن الحبيبْ
وكما الأوامرُ تقتضي في جيشِهم
قتلُ الأعادي ذا الضمانُ لعيشِهم
قيمُ العدالةِ لا يمارسُها الجنونْ
قيمُ الحضارةِ عندهمْ زرعُ المنونْ
وهناكَ في الفردوسِ كانَ المهرجانْ
حيثُ المودّةُ والمحبّةُ في الجنان
د. أسامه مصاروه
وصلتْ إلى الأقصى يُرافقُها العريسْ
فزفافُها الميمونُ في يومِ الخميسْ
جاءتْ لترْكعَ ركعتينِ مع الخطيبْ
ليُبارِكَ الرحمنُ عُرسَهُما القريبْ
خُطِبتْ أميرةُ قبلَ سجْنِ خطيبِها
لكنّها رضِيَتْ بمرِّ نصيبِها
عانى العريسُ محمدٌ في سجنِهِ
رغمَ البراءةِ أو حَداثَةِ سنِّهِ
عشرونَ عامًا في غياهبِ أسْرِهِ
متماسِكًا متشدّدًا في صبْرِه
أمّا أميرةُ عشقُها منذُ الأزلْ
وفؤادُها ما زالَ يحدوهُ الأملْ
ظلّت محافظةً على عشقِ السنينْ
رغمَ الجوى رغمَ النوى ولظى الحنينْ
صمدتْ ولم تسمحْ لنيرانِ العذابْ
حرْقَ الغرامِ وحرقَ أحلامِ الشبابْ
قالوا: "شبابُكِ سوفَ يخبو بل يزولْ
وجمالُكِ الآني سيذوي في الأفول"
قالت: "إذا رفضَ المذلّةَ كي نكونْ
فأقلُّ ما أعطيهِ حبٌّ لا يهونْ"
لكنَّها حزنت لقولٍ قد وصَلْ
وعلى لسانِ خطيبِها يومًا نُقِلْ
قالوا: "يطالبُها بألّا تنتظرْ
وَيُريدُها منْ أجلِها أنْ تستقرْ"
فرِحتْ أميرةُ عندما عادَ الأسيرْ
وتعيّنَ التاريخُ للفرَحِ الكبيرْ
ليباركَ الرحمنُ عُرسَ الليلةِ
ذهبا إلى الأقصى قُبيلَ الحفلةِ
دخلا معًا والشمسُ مالتْ للمغيبْ
وإذا بجُنديٍّ عن الأقصى غريبْ
يعْوي على الاثنينِ أن يتجمّدا
لمْ يسْتجيبا فاستشاطَ مهدِّدا
رفعَ السلاحَ بدونِ أيِّ مبرّرِ
إلّا الشعورِ بجبنِهِ المتجذّرِ
صرخَ الغريبُ لكي تعاونُهُ الذئابْ
فتهافَتتْ مثلّ الأفاعي والذبابْ
وبدونِ أنْ يتحقّقوا أو ينطِقوا
قاموا بضربِهِما ولمْ يترفّقوا
لم يستطعْ كبتّ الهوانِ محمدُ
ومحمّدٌ عندَ الشدائدِ يصْلُدُ
هجم العريسُ على الذئابِ بنخوةِ
وَبنخوةٍ من لا يهبُّ لغزوّةِ
وقفتْ أميرةُ عندها مثلَ اللّهيبْ
لِتَصدَّ كيدَ المعتدينَ عن الحبيبْ
وكما الأوامرُ تقتضي في جيشِهم
قتلُ الأعادي ذا الضمانُ لعيشِهم
قيمُ العدالةِ لا يمارسُها الجنونْ
قيمُ الحضارةِ عندهمْ زرعُ المنونْ
وهناكَ في الفردوسِ كانَ المهرجانْ
حيثُ المودّةُ والمحبّةُ في الجنان
د. أسامه مصاروه