ما لا يعرفه الشعراء :
(باب الاستهلال )
...................................................
تنتقل ملكية الشعر بعد طبعه او نشره من كاتبه ليصبح ملكًا مشاعًا للآخرين ، وهذه حقيقة لابد ان يستدركها الشاعر قبل ان يتخلى عن ملكية ما كتب .
هذا الإيجاز الذي وددت الاستهلال به لانتقل الى صراع ابدي بين ذات الشاعر وما يخط به بنانه ، فالقلة من أدباءنا لا ياخذوا بأقلامهم قبل ان تستفرغ قريحة وجدانهم ما حفظوا من المكنون، بمعنى ان النص الشعري لا زال في ولادته وان الكثير من الحس يعصف في الخلد ليجد ممرا سالكا لخوضه، وهنا البداية الصعبة للكتابة التي تتطلب التروي والحرص فالاستهلال بشيء هو النور الذي يأخذ الى حيث المبتغى.
اود هنا التذكير دائما الى الخيار الصح والتأني في انتقاء الحدث وترتيبه ومن ثم المباشرة في انتقالاته ، والحس الذي هو مصدر الإلهام لابد من توظيفه صحيحًا لنهج وصيغة النص ، وبالعودة الى أهمية وثقل الاستهلال بالقصيدة الذي هو مصباح الاستدلال ومفتاح الدخول لمضمون غرضها وتوصيفها فأنه من الضروري استباق الجمل الشعرية بريع وغلة مدرارة من النهم اللفظي والفصاحة اللغوية بمزيج من المفردة المنتقاة بعناية حرفية وبوهج من الإثراء النطقي والدلالي الذي يستشعر فيه المتلقي بعذوبة حس المعنى ولباقة تمثيل الصورة .
فالمتلقي والقارئ على سواء لا تشد نظرته وترهف سمع أذنيه كل مضامين البلاغة والفصاحة وجزالة معنى الشعر مالم تكون صياغة الاستهلال بالنص حاضرة ومؤثرة ، وهنا على الشاعر تحفيز كل حواسه وما تجود به ضالته للوقوف على أهمية هذه الصورة وإطارها لتوظيفها بأجمل ما يمكن من انتقاء اللون والصبغة لرسمها في لوحة النص ، كما يفعل الفنان بآلته وأوتار عوده وتطويعها تمهيدًا للضرب عليها واحياء موسيقاه بما يستجذب معجبيه.
ان استهلال النص باختيار على هذا الأساس يمهد للشاعر كل وسائط التعامل باختيار البحر والوزن والقافية وانتقاء حروف الروي التي على تحديدها يبدأ بناء النص ونظمه ، وكأنها الخطوة الأولى لمسيرة التكوين والخلق لمتن النص ومضمونه وقصته ، التي لا يختلف بناؤها كثيرا عن موضوعة النثر والمقال والرواية باعتبار ان القصيدة بمعناها هي قصة فعلية لحدث يختاره الشاعر لايصال رسالته .
وعلى هذا يكون مفهومنا الصائب بان الاستهلال في النص سيكون اللبنة القاعدة لبناء باقي الأسس التي تستند عليها اركان نظم وصياغة القصيدة الشعرية .
أتمنى ان اكون قد أضفت لكل المتابعين معلومة تفيد أهل الشعر وعنوانه ، ومن الله التوفيق .
.....................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد
(باب الاستهلال )
...................................................
تنتقل ملكية الشعر بعد طبعه او نشره من كاتبه ليصبح ملكًا مشاعًا للآخرين ، وهذه حقيقة لابد ان يستدركها الشاعر قبل ان يتخلى عن ملكية ما كتب .
هذا الإيجاز الذي وددت الاستهلال به لانتقل الى صراع ابدي بين ذات الشاعر وما يخط به بنانه ، فالقلة من أدباءنا لا ياخذوا بأقلامهم قبل ان تستفرغ قريحة وجدانهم ما حفظوا من المكنون، بمعنى ان النص الشعري لا زال في ولادته وان الكثير من الحس يعصف في الخلد ليجد ممرا سالكا لخوضه، وهنا البداية الصعبة للكتابة التي تتطلب التروي والحرص فالاستهلال بشيء هو النور الذي يأخذ الى حيث المبتغى.
اود هنا التذكير دائما الى الخيار الصح والتأني في انتقاء الحدث وترتيبه ومن ثم المباشرة في انتقالاته ، والحس الذي هو مصدر الإلهام لابد من توظيفه صحيحًا لنهج وصيغة النص ، وبالعودة الى أهمية وثقل الاستهلال بالقصيدة الذي هو مصباح الاستدلال ومفتاح الدخول لمضمون غرضها وتوصيفها فأنه من الضروري استباق الجمل الشعرية بريع وغلة مدرارة من النهم اللفظي والفصاحة اللغوية بمزيج من المفردة المنتقاة بعناية حرفية وبوهج من الإثراء النطقي والدلالي الذي يستشعر فيه المتلقي بعذوبة حس المعنى ولباقة تمثيل الصورة .
فالمتلقي والقارئ على سواء لا تشد نظرته وترهف سمع أذنيه كل مضامين البلاغة والفصاحة وجزالة معنى الشعر مالم تكون صياغة الاستهلال بالنص حاضرة ومؤثرة ، وهنا على الشاعر تحفيز كل حواسه وما تجود به ضالته للوقوف على أهمية هذه الصورة وإطارها لتوظيفها بأجمل ما يمكن من انتقاء اللون والصبغة لرسمها في لوحة النص ، كما يفعل الفنان بآلته وأوتار عوده وتطويعها تمهيدًا للضرب عليها واحياء موسيقاه بما يستجذب معجبيه.
ان استهلال النص باختيار على هذا الأساس يمهد للشاعر كل وسائط التعامل باختيار البحر والوزن والقافية وانتقاء حروف الروي التي على تحديدها يبدأ بناء النص ونظمه ، وكأنها الخطوة الأولى لمسيرة التكوين والخلق لمتن النص ومضمونه وقصته ، التي لا يختلف بناؤها كثيرا عن موضوعة النثر والمقال والرواية باعتبار ان القصيدة بمعناها هي قصة فعلية لحدث يختاره الشاعر لايصال رسالته .
وعلى هذا يكون مفهومنا الصائب بان الاستهلال في النص سيكون اللبنة القاعدة لبناء باقي الأسس التي تستند عليها اركان نظم وصياغة القصيدة الشعرية .
أتمنى ان اكون قد أضفت لكل المتابعين معلومة تفيد أهل الشعر وعنوانه ، ومن الله التوفيق .
.....................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد