الحضارة و الثقافة داعمتان أساسيتان في تشييد صروح الاوطان__
مداخلة القيصر تاريخ 22-10-2020
مساء الخير إخوة اليراع
إن الموضوع الذي طرحتم بلا شك موضوع ساخن و له عدة أبعاد و رؤى ..و كما ذكرتم فالحضارة و الثقافة وجهان لعملة واحدة أو بمعنى آخر فالثقافة عبر الاجيال هي التي تساهم في تكوين حضارة الامم و الرقي بها..
فالحضارة مشتقة من الحضر و الحاضرة و كما سلف الذكر هي بؤرة تنصهر فيها عادات الشعوب و تقاليدها و مداركها عبر الدهور؛ و قد عرَّفها بمفهومها الاول ابن خلدون في بداية القرن التاسع الهجري مبينا بإسهاب معناها اللغوي و أيضا الفروقات أما ظهور المصطلح بمعناه الجديد و المرتبط بالبعد الثقافي ظهر تحديدا لأول مرة في الديار الفرنسية على لسان الفرنسي ماركي دو ميرابو سنة 1760..
كما أن علماء الأنثروبولوجيا (علم دراسة الإنسان) قد عرَّفوا الحضارة تعريفا مختلفا و المكان لا يتسع لشرحه لطوله..
و لا ننسى رؤى الفلاسفة الذين برزوا عبر التاريخ و قد عرَّفوا الحضارة بتعريفات متباينة فعلى سبيل المثال فالفيلسوف و المفكر الالماني شبينجلير تحدّث عنها في كتابه انحلال الغرب، حيث ذكر أنّها مثل الكائن الحي الّذي يمر بمراحل مختلفة في حياته مثل الانسان من طفولة، وشباب، و شيخوخة...
إذن فالحضارة هي مزيج هائل من التفاعلات الانساية من أنظمة و دين و أخلاق و فن و علم إلى غيره من أساسيات الثقافة و فروعها..تتوارثها الامم عبر الاجيال..
فهي تتكون بالتدريج عبر أزمنة و حقب وتراكم المعارف و تكوين المجتمعات على الامد البعيد..
وحضارات الامم هي مكملة لبعضها فتزاوج الثقافات و تبادل العلوم و غيره يجعل حضارات عدة تصب في قالب واحد طبعا مع احتفاظ كل حضارة بكيانها و بصْمتها..
و قد ذكرتم شيئا هاما ألا و هو ماذا سنترك للاجيال القادمة؟
سؤال صعب و الجواب أصعب فللاسف نحن متخاذلين جدا لم نعد نستشرف مطالعا جديدة أو نتوسع كثيرا في تطوير ثقافتنا و أيضا مداركنا و أغلب منتوجاتنا الفكرية و الثقافية من الغرب
سؤال حقا صعب الاجابة عليه و سأكتفي بهذا القدر و تحية عطرة لكم..
حُررت و وثقت في رابطة القيصر بتاريخ 22-1-2020