الجزء الثاني من رواية / المحطة الأخيرة / .......
.......................
ترك صديق بلدته تاركاً معه تلك المواقف الغير متوقعة إيماناً منه أنها ستكتب يوماً في سجل الذكريات وذهب إلى حيث نوي إلي تجاره الذين يتعاملون معه في أعمالهم المشتركة لتحصيل المبالغ الأسبوعية كما تعودوا وصل إلى أقرب المقربين له فرحب به كما هو معتاد وأخذ منه المتفق عليه وأرتاح قلبه فقد أمتلك بين يديه أول مبلغ يريح به اعصابه والأطمئنان علي بلوغ التنقل وحساب المطعم والقهوجي وتركه دون أن يعرفه عما حدث له اليوم وتنقل بين بقية التجار وأنهى يومه راضياً مرضيا . ذهب إلى محطة السيارات حيث بدأ ولم يتصل بصديقه قبل إتمام دفع مستحقات المطعم والقهوة. انشرح صدرة عندما وجد المعلم كما هو علي مقعد التحصيل واستئذن منه بعد أن شكره علي ما صنعه معه هو وصديقة وذكره بنفسه وعلي الموقف الذي جعل منهم أبناء سبيل فضحك الرجل وقال أن الحساب وصل من صديقة الذي كان بصحبته فقد أتي ودفع الحساب من ساعة زمن فقام بالاتصال به فرد عليه أنا في القهوة تعالي بستناك واكد علي دفع حساب الرجل والقهوة وحينما تقابلا وبخه علي كيفية الذهاب إلى المطعم وأنت هنا ضيفي فشكره وأستئذنه بوداع السفر فالوقت قد تأخر تعانقا في حرارة وركب سيارة بيجو سبعه راكب مع سائق تخطي العمر أرذله وكان المقعد الوحيد الخالي خلف السائق مباشرةً وتحركت السيارة في طريقها ولكن النوم غلبه وبقية الركاب عساكر جيش مجنده وعندئذ صرخ في سكون الطريق والليل مفزوعا من حلم أو كابوس أن السيارة قد وقعت في البحر إنزعجت السيارة بركابها وسائقها العجوز من صرخته المدوية وداس السائق بكل قوة أوت إليه علي فرامل القدم فإذ بصراخ الكاوتش يحتضن صراخ الأسفلت وصرخ السائق مثتغيث بسؤال . فيه إيه حصل إيه . فنظر حوله بعد إفاقة كابوس مرعب فلم سوي جبال تحيط المكان بعدما توقفت السيارة فأعتذر للجميع بخجل ما بعده خجل إنه قد نام وحلم أن السيارة وقعت في البحر.نزل الجميع علي سباب السائق للسيارة وللمهنه ولصاحب السيارة بل تطاول علي الجميع وظل يدعوا ربه أن يأخذه متسائلاً ماذا صنعت في دنيتي. واحد نايم وبيحلم. قال إيه والسيارة نزلت البحر وظل يتسائل في رعشة فين البحر قولولي فين البحر. بحر إيه يا أخويا إللي نزلنا فيه. بدأت العساكر الشبان في تهدئة الرجل وكلهم في موجة ضحك هستيريا من السائق ومن الراكب الذي وقع في البحر وبعد معاناة شديدة وألحاح علي الرجل أن يواصل مسيرته فقد تأخر الوقت طويلا وأخيرًا ركب الجمع وسارت السيارة في طريقها وفي نطرة من السائق في المرآة التي تعكس الركاب خلفه وجد صاحب الحلم ينظر معه في نفس اللحظة فإذا بالسائق يلعن المرآة ومن وضعها هنا وقام باستدارها لعكس وظيفتها حتي لا يراه مرةً أخرى وضحك الجميع علي هذة اللقطة المعبرة عن بغضه لصاحبنا وبعد نصف ساعة أمر السائق الركاب باستراحة في كافتيريا علي الطريق بحجة تهدأت أعصابه فنزل من نزل وحينها أخذ نفساً عميقاً ووجد السائق علي ترابيزة أمامه فقال لنفسه أنزل اشرب معه الشاي وأحاسب له حتي أشتري خاطره فمازال هناك ساعتين علي الوصول إلى المحافظة التابع مركزه لها ولايزال هناك لا تقل عن ساعة أخري في سيارة أخرى حتي يصل إلي بلدته وعندما هم بالجلوس بجانب السائق فإذ به ينطره بنظرة غضب ونادي بدوره علي الجرسون متسائلاً إياه اقسمت عليك ربك هل يوجد في هذا الطريق الصحراوي المخيف أي بحر أو أي مياه فأستعجب الجرسون من سؤاله وقال لأ أبداً لا توجد هنا أي بحور أو مياه فأشار السائق عليه متجهما أن الأفندي راكب ورايا وصرخ إنه حلم إن السيارة وقعت في البحر وهنا حاول أن يهدأ من روعته فقام السائق من مكانه بصوت عال أبعد عني وسبني في حالي فتركه وأنهوا استراحتهم وبدأ العجوز في قيادة السيارة عبر طريق مظلم حتي وصلوا بحمد الله إلي محطتهم ونظروا جميعاً بعضهم البعض وضحكوا وذهب كل إلي حال سبيله .....................
الجزء الثاني من رواية / المحطة الأخيرة / ...............
......................
بقلم / علي فراج /