قال له أريد أن أروي لك طرفة...رد عليه وقال وما لك والنكتة دعها لمريديها وتذكر بإن الحكماء لم يحرموا النكتة ولم يجرموا صاحبها ولكنهم نهوا عن كثر المزاح والضحك بصوت عالي حفاظا على الهيبة..قال له إني أطرب وأسر لحديث العذارى باسمات الثغر وبمجالستهم يفرح قلبي ويسعد....رد عليه وقال..وكيف تجالسهم..قال له..من خلف ستر الحشمة وبسدل قناع الحياء..رد عليه وقال..وهل الحياء قناع حتى يسدل وهل الحشمة ستر يصتنع ورواق يضرب وهل في روحك هوى تملكه ونفس تروضها وهما عاشقتان للهو وللمسامرة..أم أن روحك هي لطيفة متعففة ونفسك مطمئنة وراضية...رد عليه وقال ..أنا بشر ممزوج وبي من الصفو والكدر...رد عليه وقال...وما الذي تجده إلى نفسك أقرب وأرغب...قال له..هذا وذاك...رد عليه وقال...إذا خفف ثم ألحذ على نفسك ثم أنظر في صورتك أين تجدها...رد عليه وقال..وهل لذاك سبيل...قال له..نعم إعزم وتوكل على الله...قال له..سأفعل...ولكن هل لي بسؤال..رد عليه وقال..تفضل ..قال..وكيف ترى من يشاهد المتبرجة الحسناء التي إن عدت تسلب العقول ..رد عليه وقال..إن أصحاب العقول قلة وعقولهم ثابتة ومشرفة ومظللة وموكلة وهي تكلئ الهيكل بما ينفعه ويرفعه..ولكن قل قد تسلب شيء من الذهن وليست الأذهان واحدة فمنها المتعقل على سبيل التقليد ومنها المتعقل على سبيل الهداية وذاك أقنع وأبين وأقرب للغاية..ولكن حتى أولو الأذهان على سبيل التقليد بهم من الإدراك والفطنة ما يمنعهم ويعصمهم من إظهار الضعف والإنقياد للهوى...رد عليه...وهل تجدني أهل لذلك وأنا أعشق الجمال في الإنسان خلق وخلق ...رد عليه وقال...الجمال أية من أيات الله ولكن يجب أن ننظر له بعين الطهارة والعفة ونقتصد فيه ولا يكون إقتصادنا فيه نكرانا أو إقتيادا لتصغير جماله في النظر...قال له..هل نراه وننكر محاسنه...رد عليه وقال ..بل نراه وننظر للإبداع ولقدرة الخالق في تصوير هذة الصورة الجميلة...نراه بعين الشاكرين ولا نكون لما رأينا جاحدين ونغض الطرف مسلمين...رد عليه وقال قد لا أستطيع وأخاف العاقبة..رد عليه وقال..إذا إلتزم بيتك وتجنب ما لا تستطيع عليه وانتظر رحمة ربك...قال له ..وذلك خيرا والأولى أحق ولكن لاحمل الله نفسا إلا وسعها...خاطرة نثرية من تأليف..مهدي عبد اللطيف رستم