عمتى هند
قصة قصيرة
قلمى / سعاد سعد
طول عمري كنت بكتب حلو أوى كنت مشهورة بإسلوبى الحلو اللى بيعزف على أوتار القلوب .. وهبنى الله سبحانه لسان صدق فصيح وحجة ومنطق قوى .. علاوة على قبول وطلة أخاذه .. زى ما بيقولوا كدا عندى كريزما وموهوبة فى حاجات كتير .. كنت محتارة أدرس فن تشكيلة ولا إعلام وكتبت أول رغبة فى التنسيق فنون جميلة ودرست نحت .. وفضلت امارس الكتابة ... هههههههههههه بس فى مجال غريب شوية وكان بيخوف الناس منى .. أى حد كان عاوز يكتب بلاغ فى حد كان يجينى وكان فيه واحد مشهور فى هذا الشأن فى ابوالحسن القرية المجاورة لقريتنا اسمه سمسم .. بصراحة انا تقريبا غطيت عليه .. ومن الطرائف عندما تقدم لى احدهم خاطبا حذرته أمة يا يبنى دى بتاعة بلاغات ويا ليته انصت إليها ...
سأحكى لكم بعض نوادرى فى هذا الشأن وإذا أعجبكم سأستمر فى سرد المزيد ..
عمتى هند ..كانت عايشة فى ابو الحسن وكان لها غيط قطعة أرض فى بلدنا إرث عن العائلة واشترت المزيد من حول ارضها وطبعا الفلاحين بيتنافسوا على شراء الارض فيما بينهم .. كان هناك جار لنا فى هذة الارض فى الواقع كان مطلع عنينا برة هو وولاده وزوجته ذوقنا منهم الأمرين .. يعنى الموضوع كان بمثابة تار بايت على مدى أجيال ..
فى احد الايام رحت لعمتى الغيط عشان أكل درة مقلى وما احلاه على نار الخشب والفحم وطبعا بعد ما نهز شجرة التوت مختلف الالوان الاحمر والابيض والاسود ..
لقيت عمتى يا ولداه فحمه تشيلها وفحمة تحطها فيه إيه يا عمة .. قالتلى جارنا اللى ما يكسب ولا يربح ولا يتهنى مين قالت اللى ما يتسمي هو فيه غيره .. بيضرب العيال هما عشان صغيرين وحتاته وابوهم عاجز وعيان يعمل فينا كده فى الحقيقة عمتى كمان كانت معاقة الزراع .. وان شاء الله سأخصص لكم قصة فقد زراعها ...
تألمت وزعلت وانا اما ازعل يبقى قول يا رحمن يا رحيم على اللى زعلنى الله المستعان ... يا قوى ..
جبت ورقة وقلم وكتبت لها اللى فيه القسمة وعمى السيد زوجها كان معاق البصر بيشوف على خفيف .. وكان راجل طيب على الفطرة بسيط المظهر يوحى بالضعف والمسكنه ومع ان عمتى ايضا هكذا ولكنها كانت ناصحة جدا .. رسمت لها الخطة ازى تدخل على الظابط ساحبة زوجها وتبكى وتتشحتف وتمثل الجريمة .. وازاي الضابط هيقول سين وازاى تكون الجيم ...
قالت لى اروح لسمسم اشهر واحد اديه عشرة جنيه ويحوج لى البلاغ ... هههههههههه قلت لها بس جربي العبدة لله وادينا بنربي زبون ..جرا ايه يا عمتي هو انت زي القرع هتمدى لبره ولا إيه انا اولى وبعدين لا هاخد منك لا ابيض ولا اسود..
روحى انتى بس وعيشى الدور كويس عشان لو فشلتى ماليش دعوة بيكى وهتكونى سبب فشلنا احنا الاتنين ..
عمتى جودت من عندها سحبت زوجها فى إيد واخدت ولادها الصغيرين يعيطوا حواليها وفضلت تصوت وتعيط وعم السيد يحسبن .. جابوا الجار المأسوف على شبابه وعملوا معاه الجلاشة وما ادراك ما الجلاشة ..وعليها عاش زي الألف مش بس كدا دا اترجاهم يشتروا أرضه اللى ورثها ابا عن جدا واتصل بابى يترجاه تعالى خلصنى من اختك المفتريه وكم كانت مبلغ سعادتى وانا اجلس وراء الكواليس لأحرك الدمى وأعيد ترتيب الأمور وانظف الدنيا من بعض قذارتها هههههههه .. ودى كانت شهادة ميلادى ومشروع تخرجى وتقريبا كان أجري كام كوز درة مقلى هههههه ... وتفوقت على سمسم وكمان أخدت بتار ابويا وامى وجدى اخدت بتار السابقين والاحقين من هذا الجار الجائر .. رحمة الله على الجميع ..
تمت