صاحب القرار
بقلم..مرقص إقلاديوس
.......
قرر
البحر و النهر و السحاب
و الصحراء و الجبل،
أن يعقدوا اجتماعا
لمناقشة الأحوال.
و قرروا
فى بداية الإجتماع
أن يكون الجبل
رئيسا للجلسة،
لأنه عال (ى)
و يتمتع طبعا
بثبات إنفعالى.
و فى البداية
أقسم الجبل قائلا،
أقسم بالله العظيم
الذى أعطانا الكيان(ا).
أن أدرس بتدقيق
مفردات قضايانا.
و أن تكون احكامى عادلة،
تزيد فرحنا و تقلل آسانا.
ثم اعطى الكلمة للصحراء..
فقالت......
انا اتهم النهر
بأنه يبدد المياه
و يرميها فى البحر.
و أنا احتاجها
و أبحث فى جوفى عنها.
احتاج
حتى القليل منها.
قال النهر
لست أكثر من مرسال.
اسير إلى البحر
اسلمه المياه
التى تسلمتها
من الشلال.
لكنى بطبعى
احب الخير
و اعشق الخضرة.
لذلك افيض على الضفة.
فيتحول الطين
إلى ثمرة.
قال البحر
إسألوا شريكتى الشمس.
إنها تسخن المياه
فتصعد بخرا للسحاب
فليس من حقكم الملامة
و ليس من حقكم العتاب.
قال السحاب
إن هذه الدعوى
غير حقيقية.
فأنا لا احتفظ بالماء
و لكنى أرسله مطرا.
للبحر و النهر و الصحراء
و الأرض الزراعية.
و لست المتحكم
فى الزمان و لا المكان.
إنه مزاج الهواء
تتغير ضغوطه
فتدفعنى للبكاء.
اهتز الجبل غضبا
و صرخ
إننى أعلن
إغلاق نظر القضية.
تتهمون الهواء
فمن ذا الذى يمكنه
أن يسجن الهواء
و هل يعقل
سجن الهواء.
لكن أمرا غير متوقع
حدث بصورة فجائية.
فقد أخذ على خاطره الهواء
و تحول لريح عتية.
و عصف بالصحراء
فتغيرت فى لحظات
خريطة كثبانها
مما زاد
بل ضاعف احزانها.
أما البحر
فقد جن جنونه
و راح يضرب بعنف شواطئه
فاجتاحت المياه حصونه.
و صفرت الريح حول الجبل
فلم يملك إلا أن يبتسم
عندما سمع صوت النفير.
لم يكذبوا عندما قالوا
أن الكبير يظل الكبير،
و أن فوق كل كبير كبير.
و أن
الأكبر فوق الكل يدير.
ملاح بحور الحكمة
مرقص إقلاديوس