من التراث العربي الاصيل
خطبة لقي بن ساعد الايادى
كان في بن ساعد من حكماء وفصحاء وبلغاء العرب فى الجاهلية . وقف يوما بسوق عكاظ يخطب الناس ، واعظا وناصحا ،قائلا :
أيها الناس ! اسمعوا وعوا : من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ماهو أت ات . ليل داج ، ونهار ساج ، وسماء ذات أبراج ، ونجوم تزهر ، وبحار تزخر ، وجبال مرساة ، وأرض مدحاة ، وأنهار مجراة ، أن فى السماء اخيرا ، وان فى الأرض لعبرا . مابال الناس يذهبون ولايرجعون .أرضوا فأقاموا ؟ أم تركوا فناموا ؟ . يقسم في بالله قسما لاأثم فيه ، أن لله دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذى انتم عليه .أنكم لتأتون من الأمر منكرا . ثم انشد :
فى الذاهبين الأولين ...من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا. ... للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومى نحوها ...تمضى الأكابر والأصاغر
لايرجع الماضى الى .....ولامن الباقين غابر
ايقن انى لامحالة ....حيث صار الموت ثائر
وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يعرض هذا الكلام يوم القيامة على في بن ساعد ، فأن كان قاله لله فهو من أهل الجنة .
مع تحيات الغيث الوفير فاروق الباشا مصر