حوار روعة مع الدكتور حسن شحادتة/سورية
الثقافة.....
تختلف الثقافة بين البشر بسبب طبائعهم ومعارفهم وحسب اهتماماتهم
ثقافة الشخص هي مايحصل عليه من خلال الكتاب وحبه للقراءة والمطالعة واكتشاف محيطه ووجوده من خلال التنقل بين حضارات الأمم
فنجد لدينا عدة مستويات ثقافية في محيطنا
هناك من تجده يهتم بتطوير ذاته وتحصيل أكبر قدر من المعرفة والعلم لأنه يؤمن بأنه خليفة الله في أرضه ولذلك يهتم بكل مايفيده ويفيد الأخرين بعد وفاته وانتهاء رحلته
بإنقضاء أجله
وبالمقابل نجد من يهتم بجمع المال وكيفية كسبه ولا يحصل على أدنى مستوى من الثقافة والمعرفة
فتجده شخص فارغ من الداخل
ونجد أيضا خلط بين الثقافة والتخصص عن طريق الدراسة
الجامعية
الثقافة والتخصص العلمي في مجتمعنا وكيفية رفع مستوى الثقافة العامة والإهتمام بها ونشرها في مجتمعاتنا
وكيفية إعادتها كما السابق
حواري مع ضيفي وهو
ا.د. حسن أحمد شحاتة
- استشاري البيئة
- أستاذ الكيمياء الفيزيائية
كلية العلوم - جامعة الأزهر.
- حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في الكيمياء الفيزيائية.
- عضو وأمين سر اللجنة الدائمة لترقية
الأساتذة والأساتذة المساعدين بجامعة الأزهر.
- المنسق العام لمحافظة القاهرة الكبرى بهيئة مكتب سفراء السلام بمصر.
- أمين عام لجنة الثقافة والتدريب بهيئة مكتب سفراء السلام بمصر.
- المستشار العام - المجلس العربي الدولي لحقوق الإنسان والتنمية (سابقا)
- عضو العديد من الجمعيات الكيميائية بالعالم.
- عضو مجلس الكلية (سابقا)
- عضو لجنة البيئة بالكلية
- عضو لجنة الدراسات العليا بالقسم.
- مقرر الهيئة الإستشارية للعلوم الأساسية بالدار المصرية اللبنانية.
- رئيس قسم القبول والتسجيل بكلية المعلمين بالسعودية.
- رئيس قسم العلوم بكلية المعلمين بالسعودية سابقا.
- عضو لجنة تحكيم جائزة سمو الأمير الملكي محمد بن ناصر
فرع البيئة...بمدينة جازان السعودية.
- قائد فوج جامعة الأزهر بمعهد إعداد القادة بحلوان.
- محاضر في المعهد العربي بالمقطم.
- الإشراف علي عشرات رسائل الدكتوراة والماجستير.
- تحكيم عشرات الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه بمختلف الجامعات المصرية والعربية.
- أكثر من 70 بحثا علميا منشورا في المجلات العلمية العالمية.
- المشاركة في العديد من المؤتمرات العلمية.
- أكثر من 60 كتابا منشورا تبع دور نشر كبيرة
- كتب في الكيمياء وكتب عن البيئة وكتب في الثقافة العامة
- حائز علي جائزة نادي الأهرام عن كتابي التلوث البيئي فيروس العصر عام 2000م.
- المشاركة في عديد من برامج التليفزيون.
- نشر عديد من المقالات بالصحف المختلفة.
أهلا دكتور حسن ضمن حوارات روعة وأشكرك لقبول الدعوة
نبدأ حوارنا
بالسؤال الأول
مامعنى الثقافة وماهو مفهومها العام والخاص؟
الثقافة .. بمفهومها الخاص: هي أن تعرف شيئا عن كل شيء
والثقافة .. بمفهومها العام: هي المعرفة...المعرفة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ومفردات...أي المعرفة في كل المجالات دون التقيد بتخصص معين أو دون أن يحصر الإنسان في منطقة بذاتها.
2ـ كيف تُعرف الثقافة ضمن مجتمعنا العربي؟ وماهي وجهة نظرك للثقافة العربية؟
للأسف فإن تعريف الثقافة في مجتمعنا العربي مازال يعتريه كثير من القصور وعدم الوضوح...لأن المجتمعات العربية تحرص وتهتم بالتعليم أكثر من إهتمامها بالثقافة...وللأسف فهي لم تحقق شيئا لا في مجال التعليم..الذي تدهور حالة في الفترة الماضية...كما إنها لم تحقق أي شيء يذكر في المجال الثقافة .. حيث تعاني أجيال الشباب الحالية من الجهل وعدم المعرفة بصفة عامة
3ـ الثقافة العامة تشكل الشخصية الحضارية وجزءا مهما من حياة الإنسان
كيف نوفرها لمجتمع هجر القراءة وانتشر فيه الجهل؟
لابد أن نتفق أولا وقبل أي شيء أن دور الثقافة في المجتمع لا يقل أهمية عن دور التعليم...
ولندرك قيمة الثقافة وأهميتها ودورها الذي لا يقل عن التعليم...نذكر الأديب الكبير محمود عباس العقاد...صاحب سلسلة العبقريات...الذي لم يتعلم تعليما نظاميا...ولم يحصل علي شهادة جامعية...إنما ثقف نفسه بنفسه... بالقراءة في مختلف المجالات حتى صار ذلك النجم الساطع في مجال الأدب والمعرفة.
ولذلك، وحتى نحقق الأهداف المنشودة، علينا أن نهتم بنشر الثقاقة والحث على المعرفة في كافة المجالات. وأن نخصص جوائز للشباب للمنافسة في مجال المعارف العامة...وأن نعود أطفالنا على قراءة القصص المتنوعة المصورة والملونة....وأن نقدم لهم الحلوى وما يحبونه بهدف تحفيزهم وتدريبهم على القراءة.
4ـ العلم والثقافة حضارة الأمم وتدهور حضارتنا
هل سببه انفصال العلم عن الثقافة أو كما ذكرت هو تراجع العلم والثقافة ومن السبب؟
أكيد أن الحضارات الشامخة التي سجلها التاريخ .. إنما تدل على أنها كانت نتيجة لإمتزاج الثقافة مع العلم...حيث أن العلاقة بينهما تكاملية. فالعلم والثقافة هما أساس نهضة أي أمة من الأمم.
وأنا شخصيا أرجع أسباب تراجع العلم والثقافة إلى مجموعة من الأسباب، التي من أهمها:
١- الإعلام الفاشل بما يبثه من برامج غير هادفة أضرت أكثر مما أفادت...وما ينشره ذلك الإعلام من أمور وعادات جديدة علي مجتمعاتنا...أمور انحرفت بفكر وسلوكيات الشباب...فترى الشاب فارغا...لا يعرف كثيرا عن أمور كان يجب أن يكون على علم بها
٢- انشغال الشباب بصفة خاصة ببعض العادات الجديدة التي يقلد فيها الغرب والعالم المتمدن بحجة أن هذه هي المدنية والحضارة والتكور..مما شغله عن القراءة وربما عن العلم والتعليم...فإنفلت الطلاب من المدارس...واتجهوا للمقاهي الإلكترونية ليأخذوا اسوء ما في الغرب من عادات وسلوكيات
5ـ لتتحقق التنمية الثقافية يجب أن نملك الحرية في التعدد وتبادل الحوار الثقافي مع الثقافات الأخرى واحترام النقد البناء
هل نملك هذه الثقافة بمضمونها الواعي؟
للأسف ..نحن في عالمنا العربي...في الوقت الحالي .. تغيرت وتبدلت أمور كثيرة...ومن بين هذه الأمور...الحالة الثقافية....
لقد فقدنا ثقافة الرأي والرأي الآخر...وسادت ثقافة الأنا...ولم نعد نتقبل النقد...حتى النقد الموضوعي...
والنقد البناء الهادف أصبحنا لا نرحب به بل ونرفضه...للأسف سادت ثقافة الأنا...وهي ثقافة ترفض الحوار...ثقافة تؤكد الفردية...وهذا يتعارض مع الإبداع الذي يعتمد على التعددية.
لذلك.. أرجو أن نركز علي النشء والأطفال..وننتهج أسلوب جديد في تعليمهم وتربيتهم...أسلوب يعتمد علي تقبل الآخر...وتقبل الرأي الأخر...أسلوب يركز على الحوار والمناقشة المفتوحة التي تتناقش بموضوعية وذات الهدف...أن نربي أطفالنا علي التعبير عن رأيهم..وفي نفس نتقبل الرأي الآخر وأن نحترمه
6ـ الثقافة الدينية في مجتمعنا العربي أصابها الخلل من هو السبب برأيك؟
مما لاشك فيه أن الثقافة الدينية تعرضت وتتعرض لحرب موجهة من جهات متعددة بهدف إرباك المسلم وزعزعة ثقته في بعض الأصول الدينية الثابتة...فأصبح هناك تشتت في ثقافة الفرد الدينية...بل أصبحت هناك أبواق كثيرة ومتعددة تتكلم في الأمور الدينية وربما تضيف رؤيتها كأنها جزء وأصل في الأمور الدينية مما أصاب الثقافة الدينية في الصميم...ولذلك لابد من تقنين تلك المصادر بطرق حاسمة حتي نحافظ علي تراثنا الثقافي الديني
7ـ كيف يمكننا الحد من الذين ينشرون ثقافتنا بشكل يشوه الفكر العربي مع إهمال التوعية وانتشار الفضائيات التي تخلت عن دورها وحتى المؤسسات التعليمية أصابها الضعف؟
أكيد الأمر صعب وليس بالأمر السهل..خاصة ونحن نعيش عصر السموات المفتوحة حيث يفقد الأفراد والدول السيطرة الحقيقية على كل ما يبث وينشر ويذاع...حيث تعددت التقنيات الحديثة التي تمكن من البث من أي مكان مما يجعل السيطرة شيئا صعبا إن لم يكن مستحيلا...
ولذلك انتقلت ثقافات دول وانتشرت في دول أخرى من خلال تقنيات البث الحديثة ومن خلال وسائل التواصل الإجتماعي ومن خلال النت والأنترنت...مما يعده البعض بمثابة الغزو الفكري
8ـ الغزو الفكري السلاح الأكثر فتكا لشعوبنا العربية والأخطر فعلا
هذا يجعلنا في موقع المسئولية التي تجعلنا نبحث عن أساليب وأفكار جديدة لإنتاج ثقافة صحيحة والتشجيع على العلم والثقافة
هل سنجد دعما من المسئولين والمثقفين والمعنين بالأمر لنعيد الفكر والثقافة؟
الغزو الفكري أصبح اليوم أخطر من الغزو العسكري...ولو دققنا في الموقف..نجد أن الدول الكبرى (الإستعمارية) قد غيرت من أسلوبها..وغيرت من استراتيجيتها.. وأصبحت لا تعتمد على الغزو العسكري الإ في حالات محدودة...وأصبحت تعتمد على التكتلات والتحالفات في تنفيذ مثل هذه المهام...واستعاضت عن الغزو العسكري بالغزو الثقافي والفكري...وهذا ما يتعرض له العالم العربي اليوم...وما نعانيه ونعاني من أثاره السلبية على شبابنا وعلى كل جوانب الحياة الإجتماعية.
ولذلك..لابد أن نواجه هذا الإستعمار الجديد .. وأن نتفهم أساليبه وممارساته..ويمكن أن نحقق هدفنا من خلال نشر الوعي بين المواطنين بهذا الغزو الفكري...وأن ننشر الوعي الثقافي بين الشباب..وأن نربط الشباب بماضيهم وماضي أجدادهم ...وأن يتعرفوا على تاريخهم المشرف ليتخذوا منه العبرة والمثل والقدوة...ولا بد أن نحارب الأمية ونقضي عليها..
9ـ الثقافة لا تقتصر على مجال من مجالات العلم وحتى الثقافة العسكرية وهذه الثقافات كانت حاضرة من خلال التعليم وحتى الثقافات الترفيهية فتقلصت الثقافة العربي بقانون غربي
من خلال تسميتنا دول تنشر الإرهاب من خلال الثقافة العسكرية
فهل توافقني أن لا حدود للثقافة والتوعية مطلوبة في كل المجالات من أجل مستقبل أجيالنا أم يجب الإبتعاد عن هذه الثقافة لعدم نشر فكر الإرهاب كما يدعي الغرب؟
كما ذكرنا سابقا..فان الثقافة بمفهومها العام والبسيط تعني أن يعرف الإنسان شيء عن كل شيء..وبالتالي فيجب على الإنسان يقرأ في كل المجالات...حتى يكون متفهم لما يحدث من حوله من تطورات سريعة ورهيبة في كافة المجالات...
وهناك نقطة مهمة..وهي أن الثقافة بريئة من تهمة نشر فكر الإرهاب...لأن من ينشر فكر الإرهاب هي فئة شاذة فكريا وعقائديا...فئة جندت فكرها لتحقيق أهداف خاصة بجماعة معينة أو تنظيم معين...ومثل هذه الجماعات والتنظيمات لا تعرف الوعي الثقافي...بل هي تركز على أفكار الجماعة وفقط
يجب علينا وعلى أجهزة الدولة ومؤسساتها الإهتمام بالجانب التثقيفي للمواطنين وبخاصة الشباب من خلال برامج تشترك فيها وزارات الثقافة والشباب لإعادة تأهيل الشباب ثقافيا ليكون قادرا على تفهم أبعاد ما يحاك من حوله من مؤمرات لهدمه وهدم الأوطان العربية
10ـ كلمة أخيرة من حضرتك دكتور حسن أو نصيحة تحب أن تختم بها ولمن توجهها ليكون للمثقف العربي واجهة حضارية وللعلم ريادته؟
كلمة أوجهها لكل شاب عربي...
إقرأ...إقرأ تاريخك وتاريخ أجدادك لتعلم أن أجدادك هم الأساس للنهضة التي يعيشها العالم اليوم...إقرأ لتعرف كيف أن أوربا في العصور الوسطى وعصور الظلام كيف نهلوا من الحضارة العربية والإسلامية...إقرأ لتعلم أن أجدادك هم ما أثروا قواعد علوم الطب والفيزياء والرياضيات
وكلمة للأسرة...اهتموا بأطفالكم...ربوهم على حب القراءة والإطلاع ...علموهم أن الكتاب خير صديق وخير جليس...حفزوهم أن يقرأوا في كل المجالات وشجعوهم
وكلمة للمدرسة...أيها القائمون على تعليم الأطفال ..أن دوركم مهم جدا..شجعوهم وحفزوهم واكتشفوا مواهبهم واعملوا على إظهارها وتنميتها...فدوركم في غاية الأهمية نحو خلق جيل من العلماء والأدباء والفلاسفة والفنانين
وكلمة أخيرة للمسئولين...انتبهوا جيدا لكل ما يحاك ضد بلادكم من خطط وأساليب جديدة للتأثير السلبي على الشباب ومحاولة هدم الشباب لأن الشباب هم الوقود الحيوي لأي تنمية مستخدمة...أحموا الشباب ..سلحوهم بالعلم والمعرفة...والدورات التدريبية
ــ وأنا لا يسعني الإ أن أشكرك لإتاحة الفرصة بالحوار معك الذي أسعدني جدا
لك كل الإحترام والتقدير دكتور حسن شحادتة
*بارك الله في حضرتك
وجزاكي الله خيرا
ووفقك الله تعالى في كل أمورك
إلى اللقاء في حوار جديد مع روعة
روعة محسن الدندن