"جائحة كورونا تجتاح الكرة الأرضية"
1-4- 2020
شعر د. أحمد محمود
يبدو أن زمان الحب تلاشى
كثغاء البحر الهادر
في عصر الممنوعات.
كل علاقات الناس صارت
مكبلة في زنازين المحظورات
وغناء الأشعار وقوافيها
تطوقها مليارات الفيروسات.
كورونا يزحف مكشراً عن أنيابه
من بين خيوط الإشعاعات الزرقاوات
إنه أسرع من كل الأخطبوتات
في أعماق البحار والمحيطات.
يتقدم صوبنا من كل الجهات
ممتطياً متون المجرات
إنه يغطي أصقاع المعمورة
وصهيله يزلزل متون النجمات
كورونا يهاجمنا بجيوش
احتشدت في كل الاتجاهات
أين السفن البحرية؟
أين المقاتلات والبارجات؟
أين الأعتدة والمدرعات؟
أين الطائرات والغواصات؟
أين المدفعيات الكبرى؟
أين المقذوفات والدبابات؟
كلها سحقت تحت أقدام كورونا
وكدست في مزابل المخلفات!!!
جندي مجهول زلزلنا
بالرعب والموت الزؤام
حتى غدونا كالأموات
في كل مكان أصبحنا
نلمح القفازات والكمامات
فجحافل كورونا زحفت
واخترقت كل القارات
إنني أشعر بأننا ما زلنا
في مقدمة البدايات
فعزيمته لا تلين ولا توهن
لا تتراجع أو تضعف
في وجه المعقمات والمبيدات
كورونا لا يفنى
مثل أسراب الحشرات والميكروبات.
ها هو اليوم يخنقنا
ويشن المزيد من الهجمات الداميات
أمواجه تتوالى وتترى
تسوقها أعتى التيارات
إنه يدون في السجلات
أعلى الأرقام من الوفيات
ها هي تجارب الأمصال
على قدم وساق
في المستشفيات والمختبرات
كورونا يناور ويحتال علينا
دون اكتراث بالأحياء والأموات>
ما من حل لنا
سوى الاختفاء والاختباء
في زوايا الغرف والبيوتات
ما من ملاذ سوى البقاء
في عتمات القاعات والغرفات
ما من حل لنا إلا
التباعد والاحتراس
من غير لقاءات أو تجمعات
لن تحمينا من هذه الهجمات
إلا الدعاء، والصبر والصلوات
احذروا واحترسوا
كورونا يكمن
وراء النوافذ والأبواب
في كل الزواريب والممرات
لن توقف زحفه
أي مسافات أو ردهات
فلتنتبهوا ولتحترسوا
لقد ولى زمن البطولات
وتكسرت أسياف العنتريات
كورونا يشن خناجر أظافره
لن تعيق تقدمه
أية تحصينات أو دشمات
لن تردعه أية قوات
لن يردعه إلا
رب الأرض، والعرش والسموات
إنه يترصد طرائده
من خلال الأفواه،والأنوف والحدقات