رحلة في قطار ...
بقلمي (الشاعر عاطف عبد الله)
هي رحلة بدأت بقرار
من قدر مكتوب بمرار
ذات يوم من ربيع آذار
كان فجره منيرا كفنار
وقاهرة المعز تفوح
بعطر وتبوح بالأسرار
تكبيرات المآذن تعلو
والصبح قادم بالنهار
هاأنا الآن في القطار
قابع في وثير بوقار
والناس مثلي بانبهار
وبدأ القطار ينطلق
فوق المضمار ..واذ
برجل يطالبني بتذكرة
القطار ..فتمنعت بأعتذار
فدنا مني بكل اقتدار
وطالبني بالدفع بلا حوار
فاستكثرتها ..فطلب مني
بمرار ..الرحيل الي عربة
أخري بدرجة الصغار
حاولت معه فأبي باصرار
فسلمت أمري خجلا بانحسار
وحين وجدت نفسي محشورا
بين الاقدار ..حيث لا رجعة
من زحام .ولا مفر من تعب
وشجار ....
فهكذا الدنيا نعيشها ساعات
بوقار
وساعات أخري باحتقار
صياح وعويل وشجار
والأنفاس تجتهد باحثة
عن نسمة هواء بلا غبار
القطار ينطلق كسهم
وزمرة البؤس محشورة
بين النجاة والانهيار
فذاك طفل يبكي
وتلك فتاة تخجل وتحتار
من حقير يتلمسها
كاعصار من نار
وتلك أم تنوح رافعة
يديها للجدار هادرة
بكفيها : ارحمنا
ياعزيز ياجبار
وهذا شيخ يتأفف
بانهيار
الكلمات المكبوتة تخرج
كاعصار ...وفجأة ..
تظلم الدنيا لأجد نفسي
ممدا فوق سرير بجوار
آخر ..عليه جثة لحمار !!
طار من ظلم القطار !!
ولأنه حمار فقد كفر حينما
نسي نفسه ودخل في زمرة
الكبار ...فمات كمدا وحسرة
وعاد جثة في نفس القطار
................................
تحياتي لكم جميعا
الكاتب والشاعر
عاطف عبد الله
...................