كان بِوُدِّي أن أرسُمَ بسمةً
على شفتينِ حزينتينِ لِتَطْرَباَ نغمةً
كان بِوُدِّي أن أهدي أَمَلاً
أزيحُ به حزْناً حيَّرَ مُقَلاً
كان بوُدِّي أن أمُدَّ يدي بِلَمْسَةٍ
تُنْسي عناءَ جُرْحِ كرامةٍ
في زَمنٍ ضاعت فيهِ كل ُّ شهامةٍ
كان بودِّي أن أكون للتائِهِ حضناً
دافئاً، لروحٍ أتعبَتها مِحَناً
كان بودِّي أن أطير بلا تَوَقُّفِ
فوق بساطِ ريح ٍ جاوزَ كلَّ الأسْقُفِ
لأحُطَّ بأرْضٍ ذاتِ أطرافٍ لا متناهية
أُهديك باقة حبٍّ عَطِرَةٍ باهية
كان بِوُدِّي أن أكون لسعادتك عنوان
أمحو عنك كل شقاء ٍ وخُذْلانْ
كان بِوُدِّي، وكان بوُدِّي، وكان بوُدّي
أيا كريما جاد عليَّ بأحلى بسمة
أضاءتْ ليلاً أرْهَقَتْهُ العَتْمَة
أيا من شد الرِّحالَ لأوطاني غير آبِه
بطولِ المِشْوارِ ولا وُعورَةِ مسالكِهِ
بِشواطئي رَسَتْ سُفُنُكَ مُحَمَّلَة
بِشَوقٍ، و بالودِّكانت مُكَلَّلَةً
بِلِقَائنا توقَّفَتْ ساعة أزْماني
صِرْتَ ماضيَّ، حاضري ،وكذا الآتي
رسمنا طريقاً بِأبهى وأبدعِ الألوان
قَطَفْنا نجمتين ِبِلَيْلٍ هاديءٍ حَانِي
نادَيْتُكَ فَمددتَ إلَيَّ يدكَ بِلا تَرَدُّدِ
وامتلأتِ الرُّوحُ منك دَهْراً سَرْمَدِي
أيَا ظُلْمَةُ انزاحي ودعي النورَ يَسري
بِجَزِيرةِ أحلامِناَ معاً عنِ القَلْبَ نُسَرِّي
نُغَنِّي، نرقصُ ونَشْرَبُ نَخْبَ الهنا
لِنَسْعَدَ بِعِشْقِ أبَدِي يُفْنِي آجالنا
بقلم الشاعرة✍️ فاتحه القصيري