- -->
موقع مليون شاعر وشاعره مصرى وعربى موقع مليون شاعر وشاعره مصرى وعربى

(القطار الصاعد)بقلم الكاتب⁦✍️⁩ عبد الكريم أحمد الزيدي


 القطار الصاعد

........................... .     


تفقدناه بين مواقع جلوسنا وانتبهنا لحاجياته التي ظلت في مكانها وبدأ الخوف والشك والريبة تراودنا...


اين ياترى غاب عنا؟


لم تمضي الا دقيقة أو أكثر بقليل حتى بدأت عجلاته الحديدية التي تدوي سكة طريقه بالحركة والدوران، اصابنا الذهول والحيرة ونحن ننظر إلى بعض    باستغراب وقطارنا النازل الى البصرةحيث مكان وموقع عملنا يمضي ويسير..


كانت في ساعات الليل الأخيرة من خريف عام ١٩٨٥ وزميلنا الذي كان يرتاد معنا القطار من محطته الاولى في بغداد ضالا عنا أو هكذا كنا نظن نحن المجموعة التي لا تزيد عن اصابع الكف الواحد باثنين او أكثر بواحد،شباب في مقتبل عمرنا أنهينا دراستنا الجامعية والخدمة العسكرية الإلزامية في ظروف حرب وخوف واكتئاب مدة جاوزت سنين دراستنا الجامعية بقليل ولم تخبرنا الدنيا كما فعل بنا الشيب ونحن نتذكر هذا الموقف..


كنا قد التحقنا في عملنا قبل أشهر قليلة بعد أن تم تعييننا مهندسين متدربين مع الشركات النفطية الأجنبية التي كانت تعمل في حقول نفط البصرة جنوب البلد ولم يكن لنا بد من أن نستقل القطار الذي لايكلفنا من قطع فترة اجازتنا الدورية وقتا إلا الليلة التي تسبق التحاقنا وربما أكثر أمانا وكلفة...


كنا ننظر إلى بعضنا بحيرة وترقب ونتسائل ربما سيظهر زميلنا الغائب هذا في اي وقت لأنه لا سبيل له للوصول إلى غايتنا إلا بواسطة هذا القطار.


كنا عندما توقف القطار في محطة رئيسية الى الجنوب من العاصمة بغداد وبالذات في محطة السكك الحديد في الناصرية التي اعتاد أن يتوقف عندها أكبر فترة من المحطات الثانوية الأخرى في طريق حركته قد نزلنا فيها لتحريك مفاصل أجسادنا التي اضناها طول فترة الجلوس على     مقاعد كراسي قطارنا هذا

ولاحتساء شاي الليل الذي نجد حلاوة ارتشافه في دقائق انتظار مسير القطار مرة ثانية والاخيرة أمرا يختلف عما سواه وكان زميلنا هذا معنا في جولة حركتنا التي لم تستمر طويلا بين مسافري القطار وحقائبهم حتى تسارعنا لصعوده ثانية قبل انطلاقه ،وحدث ما حدث من أمر اختفائه..


ولم يكن فجر اليوم ليطل حتى وصلنا موقع عملنا في الرميلة الشمالية حيث مخيمات اقامتنا والتي يبطأ فيها القطار من حركته ليسمح للمسافرين الذين يرومون هذه المدينة النفطية شمال البصرة بقليل كي ينزلوا منه وقد غالب معظمهم التعب والنعاس والملل بعد أن يرموا بأنفسهم وحقائبهم الى خارجه..


لم تكن في وقتها أجهزة اتصال او وسيلة بديلة لمعرفة مصير ومكان وحالة زميلنا هذا،.


حتى عدنا في مساء يومنا التالي الى حيث اقامتنا في المخيم بعد انتهاء يوم عملنا لنجد ضالتنا في مطعم المخيم والدهشة والاستغراب تملء نفوسنا بوجوده وعودته وهو يستفسر عن حقيبة سفره وحاجياته التي تركها على كرسي قطارنا النازل، لترتفع شهقات ضحكاتنا وهو يردد أمر غيابه  وقصته بعد أن توهم في صعود قطار مقابل في المحطة التي توقفنا فيها كان صاعدا إلى الوجهة المعاكسة حيث بدأنا سفرتنا.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى الموس الشعريه وعه ا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك الموسوعه بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع مليون شاعر وشاعره مصرى وعربى

2016