حرقتُ النارَ
حرقْتُ النارَ من قهري
وماءَ البحرِ من هجري
فما ذنبي أيا عمري
إذا أمْعنْتِ في غدري
وهلْ للصدِّ من عُذْرِ
زرعْتِ المُرَّ في صدري
كزرعِ الموجِ في البحرِ
وزرعِ الرملِ في القفرِ
وزرع الصخْرِ في البرِّ
غرامي كنتِ من صُغري
وأنتِ الحبُّ في شِعْري
وعشقُ القلبِ في نثْري
فما الداعي إلى نُكري
وفعلًا ما الذي يجري
فهلْ قصّرتُ في نذرِ
مِنَ المفروضِ أن تسري
نذورُ الحُبِّ في يُسرِ
وليسَ العكسُ في عُسرِ
لقدْ بالغتِ في المكْرِ
وفي لومي وفي زجري
تُرين الحبَّ في كسْري
وذلّي ربَّما هدري
أنا ما غصَّني أسري
ولا ما قيلَ عن حظري
ولكنْ ضاق بي صبري
وقلبي ضاقَ من سبْري
ألمْ أصبرْ على مُرّي
وهلْ قلبي مِنَ الصخرِ
بلا حسٍّ ولا فخرِ
وهلْ نفسي بلا قدْرِ
بلا عزٍّ ولا فكْرِ
بقلبٍ صادقٍ حُرِّ
كصقْرٍ بلْ كما النسْرِ
وحُبٍّ كانَ بالطُهرِ
كماِ النبعِ في البئرِ
عشقتُ الحسنَ في الخضرِ
عيونٍ دأبُها سحري
وأنتِ الآنَ بالكِبْرِ
قتلتِ الحبَّ من بدري
فهلْ تدرينَ ما أدري
فبعدَ السيْرِ في الوعرِ
فؤادي ليسَ بالغِرِّ
لأقضي العمرَ في كرِّ
ومنْ كرٍّ إلى فرِّ
ومنْ مدٍّ إلى جزْرِ
ألا تبًا لِمنْ يُغري
حبيبًا طيِّبَ الذِكْرِ
ألا فلْتعْلمي أمري
أنا لا ينحني ظهري
من المهدِ إلى القبرِ
ومنذُ الآن للحشْرِ
د. اسامه مصاروه