السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل يوم عمل صالح / يوميا خلال شهر رمضان المبارك
برنامج تعده وتقدمه
المستشارة الإعلامية / يمينة بديرة
••••••••••••••••••••••••••••
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم إهتدى ) صدق الله العظيم [ سورة طه 82 ]
هاهي عشر المغفرة على وشك الإنتهاء وقبلها كانت عشر الرحمة وسنستقبل عشر العتق من النار
قد خاب وخسر من فاته رمضان ولم يغفر له لكن لا تيأس من رحمة الله وعفوه إن فاتتك من عشر المغفرة أو قصرت قليلا إنه آخر يوم للثلث الثاني من رمضان أسرع وسابق لمغفرة من ربك ، هي أيام قال عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها أيام المغفرة إذا كان الله قد يغفر للذين كفروا فقال : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا ليغفر لهم ما قد سلف ) صدق الله العظيم [ سورة الأنفال 38 ] فما بالك بأمة محمد عليه السلام إنه وعد من الملك الذي لا يخلف الميعاد
إنه آخر أيام المغفرة وتليه أيام العفو والعتق من النار
نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويمحيها من صفحاتنا لأن المغفرة فيها تسامح مع إبقاء الذنوب مسجلة في المصاحف
كيف لك أيها المسلم أن تطلب المغفرة والعفو من الله الأعظم إن كنت غارق في الذنوب وغير عاف عن الناس وإخوانك المسلمين فلا تكن أناني ومتناقض مع نفسك و أطلب منهم ما تنوي طلبه من الله ، وقم وأصلح حالك فيما بينك وبينهم وطهر قلبك
إن الله لا يغفر ولا يعفو لمن كان في قلبه ذرة من غل وحقد وكره لغيره
قد مضت أيام الرحمة وأيام المغفرة ياترى هل سألت نفسك إن كنت ممن دخلوا باب التوبة في هذ الشهر الفضيل ؟ وهل كنت من المستفيدين ؟ الآن هل انت من المنكسرين ، المتضرعين بين أيادي الله عز وجل ؟ لطلب الرحمة والمغفرة والرجاء في العفو ، هل انت من المقدمين على الله في هذا الثلث الأخير لأجل تبييض صفحتك ؟
صم هذه الأيام المتبقية على كل مايبعدك عن الله عز وجل وقم بين يديه باكيا وشاكيا له متضرعا
كن شاكرا ،حامدا ومستغفرا عن كل الذنوب بكل ندم على ماقد فات و أصدق في النية والتوبة والعمل
إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا من أبى أن يرجع ويستغفر ويتوب ، عن انس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : ( يا إبن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي ، يا إبن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم إستغفرتني ، غفرت لك ، يا إبن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيت بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
إن الله يحب عبده الذي يلح ولا يمل أبدا من الدعاء والرجاء والتذلل ويحب سماع صوت عبده المؤمن يرجو ويرغب في المغفرة للذنوب من رب ودود
لا تيأس فإن الله رحيم يغفر حتى لمن عصاه بشرط الندم و نية التوبة ، عن أنس رضي الله عنه ( إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاص فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته ، فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته ، فيكررها في الرابعة فيقول الله عز وجل : إلى متى تحجبون صوت عبدي عني لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي )
فلا تقنط إن المولى غفار ، عفو يحب العفو
إذا سارع أخي المسلم وسابق إلى مغفرة من ربك تطهر بها قلبك وسريرتك قال الله تعالى : ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) صدق الله العظيم [ سورة الحديد 21 ]
ربي إنتهت العشر المغفرة فاللهم أغفرلي ذنوبي ما أعلمه منها ومالم أعلم وأكتبنا عندك من العتقاء من النار وأخرجنا من رمضان وقد طهرتنا من جميع الذنوب والخطايا
•••••••••••••••••••••••••••
عمل اليوم :
#أختم_يومك_بطاعة_عبادة_عمل_صالح سابق وسارع في آخر يوم من الثلث الثاني من شهر رمضان الفضيل إجعله يوم خاتم للذنوب قابل على التوبة لصفحة بيضاء كلها طاعة و عبادة و عمل صالح
أخي المسلم إن العمل الصالح يشمل عمل القلب والجوارح ومن بين هذه الأعمال التوحيد لله سبحانه وتعالى والخوف منه والرجاء فيه والتذلل والتضرع إليه بطلب الغفران
أن تكون بكل جوارحك في العمل الصالح هذا يعني أن تكون بكل أعضاء جسدك لأن كل عضو فيها يعبد الله فالأقدام تقف لتصلي والأيادي لتكبر والجباه لتسجد واللسان ليذكر والأذن لتسمع القرآن والآذان والعين تنظر كل ما حلله الله فكلها عبادات تشمل هذا العمل الصالح
إن العمل الصالح يزيد الإنسان ثمراته في الدنيا قبل الآخرة ومن بين هذه الثمرات :
• السعادة والحياة الطيبة : التي لا تكون إلا في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( فمن إتبع هداي فلا يظل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) صدق الله العظيم [ سورة طه 123-124 ]
• حفظ الأهل والذرية والأموال : وهذا لن يتحقق إلا إذا أمنت أولادك بالتقوى و طاعة الله لا بكثرة الأموال قال تعالى ( وليحس الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) صدق الله العظيم [ سورة النساء 9 ]
• تفريج الهموم وقضاء الحاجات : إن دواء التفريج عن الهموم و قضاء الحاجات يعد من الأعمال الصالحة فيكون الأثر عظيم عند الأزمات وخير مثال هم الأنبياء والرسل الذين كانوا يتمتعون بكثرة الأعمال الحميدة ويتسابقون للخير فيها قال تعالى ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) صدق الله العظيم [ سورة الأنبياء 90 ]
• محبة الله عز وجل وطاعته : إن الله يحب من عباده من عمل صالحا وتقرب إليه بالفرائض والنوافل فيحفظه ويحميه من كل أذى و شر و سوء
• يزرع الود في قلوب الخلق ويجعل له قبول في الأرض والسماء : إن العمل الصالح يقوي محبة الخلق في قلوب عباده قال تعالى ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) صدق الله العظيم [ سورة مريم 96 ]
ما أقبل عبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه
ومن بين الثمرات في الآخرة هي :
• حسن الخاتمة
• بشارة الجنة عند الموت
• الأمان من عذاب القبر
• إعداد الله لعباده الصالحين في الجنة بما وعدهم به
• رؤية وجه الله الكريم جل جلاله : وهذا من أعظم نعيم أهل الجنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) زاد في رواية [ 17 ]
ثم هذه الآية ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة ) صدق الله العظيم [ سورة يونس 26 ]
والحسنى فسرت بالجنة
والزيادة فسرت بالنظر إلى وجه الله الكريم
اللهم لا تحرمنا من لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك وصحبة نبيك
نسأل الله أن يتقبلنا ويتقبل منا ويشملنا بكامل الرحمة والمغفرة والعتق من النار
اللهم بارك لنا في رمضان وتقبل منا وأعنا على صيامه وقيامه وسائر الأعمال الصالحة فيه