مصيرك يا كلَّ الأنامِ رحيلُ
قصيدة
دكتور – محمد القصاص
مصيرُكِ يا كلَّ الأنامِ رحيـــــــــلُ *** نؤمِّلُ عمرا والقضاءُ يَحــــــولُ
وتُسرج خيلا قبل حربٍ تخوضُها *** فتقعدُ مهمومَ الفؤاد قتيـــــــــــلُ
أتعلمَ أن البدرَ بعد اكتمالــــــــــــه *** يَؤوبُ إلى النُّقْصان ثمَّ أُفـــــولُ
ألا إنَّ أيامَ الحَياة مَريـــــــــــــرةٌ *** تُؤمِّلنا في العيش وهي خَـــذولُ
وتُغري بعيشٍ بين حُلْمٍ ويَقْظَـــــةٍ *** فيصعبُ ما بين اللئامِ وُصُــولُ
وأمَّا سُوَيْعَاتُ النعيمِ قَصيـــــــرةٌ *** ولكنَّ أيَّامَ الشقاءِ تَطُـــــــــــولُ
بلا سَبَبٍ يشكو الحليمُ مَـــــــرارةً *** فتُجْدِبُ أرضٌ في الدُّنا وطُلُولُ
ومن عجبٍ أنَّ الحياةَ قصيــــــرةٌ *** يَصُولُ بها مُسْتَنْسِرٌ ويَجُــــولُ
نراها تَطأطيءِ للوَضِيعِ وضاعَـةً *** ولكنَّها للمسرفينَ رسُـــــــــولُ
توقفْ عن الأحقادِ.. يا شرَّ مبتلىً *** ففكرُكَ سوءٌ لا يُطاقُ مَلُــــولُ
أراهنُ بعد البينِ أن تَبْقى أحْرُفـي *** نذيراً لوَغْدٍ حاقدٍ وعـــــــزولُ
حذاريكَ أن تبقى بغيِّكَ ســـــادِرَاً *** فموتُكَ بين المتقين أصــــــولُ
متى ناحتْ الأطيارُ عند رحيلهــا *** تئنُّ بشوقٍ أرْضُها وسُهـــــولُ
ألا إنَّ من خافَ الرِّمَاحَ ينلنَــــــهُ *** فيقضي ولكنْ بالحياةِ ذليــــــلُ
ألا إنَّ أفعالَ اللئيمِ ذميمــــــــــــةٌ *** وكلُّ صنيعٍ للكريمِ جَميــــــــلُ
فإمَّا ترى في الحيِّ كلباً تَنوشُـــهُ *** عصا زائِرٍ للحيِّ فيه نزيـــــلُ
يهش بها حينا لدرء نُباحِـــــــــهِ *** إذا ما جثا بالباب وهو ذليــــلُ
يظلُّ دؤوبَ النَّبْحِ كلا ولا يُـرى *** بهِ سَغبٌ يَنْتَابهُ وعَويـــــــــــلُ
فمن عاش عمراً والكلابُ تنوشُهُ *** تَهِرُّ وتَعْوِي واللُّعَابُ يَسِيـــــلُ
سيبقى شديدَ البأس لا لنْ يَضُرّه *** عُوَاءُ ذئابٍ في الظَّلامِ تَجُــولُ
هلموا كرام الناس تبدوا برأيِكُـمْ *** لمنْ يَرفع الكذَابَ وهو ذليلُ ؟
تُبَدِّدَ أحْلامَ الحياةِ بِريبَــــــــــــةِ *** ستودي بجيلٍ أو يَهابَكَ جيـــلُ
فكلُّ جمالٍ في الحياة يَئِدْنَـــــــهُ *** فِعَالُ خَسِيسٍ أو سُلوكُ جَهُـولُ
دكتور محمد القصاص – الأردن