حكمت نايف خولي
ربيعٌ كالصَّقيع
ربيعٌ مُجدِبٌ لا زهرَ فيهِ .....
وخيرٌ منهُ إعصارُ الشِّتاءِ
ربيعٌ كالصَّقيعِ أماتَ عشباً .....
سقيناهُ دموعاً من رجاءِ
وسمَّدنا ثراهُ دماً وفكراً .....
وصُنّا حقلهُ من كلِّ داءِ
أتى هذا الرَّبيعُ هبوبَ سُمٍّ .....
فأيبسَ كلَّ حيٍّ كالوباءِ
طغى بظلامِهِ وأشاعَ عتماً .....
وأطفأَ ليلُهُ سُرُجَ الضِّياءِ
أحالَ ربوعنا قفراً خراباً .....
وشتَّتَ شملَنا بلظى العَداءِ
وهدَّمَ كلَّ ما شدناهُ يوماً .....
من البنيانِ في ظلِّ الإخاءِ
ومزَّقَ عيشَنا بسهامِ حقدٍ .....
تفشَّى هاتِكاً نُسُجَ الوفاءِ
جزاكَ اللهُ شرّاً يا ربيعاً .....
جلبتَ لنا أعاصيرَ الشَّقاءِ
جذبتَ إلى مراتِعِنا شروراً .....
وكانتْ أرضُنا مرعى الظِّباءِ
زرعنا تُربَها زهراً وورداً .....
وزيتوناً فأجزلَ بالعطاءِ
حبوباً جمَّةً قمحاً وقطناً .....
وفاكهةً تزيدُ من الرَّخاءِ
فأمستْ أرضُنا جنَّاتِ خُلدٍ .....
وبتنا في نعيمٍ واكتفاءِ
وكان صِراطُنا عيشاً كريماً .....
مثالاً في الأخوَّةِ والإباءِ
تُظلِّلُنا المحبَّةُ في وئامٍ .....
ويغمُرُنا سلامٌ من هناءِ
فإذْ بشتاءِ أمَّتِنا أتانا.....
وأمطرنا بسيلٍ من دماءِ
وإذْ بالسَّيلِ كالطَّوفانِ يجري .....
ويُغرقُ بالضَّنى عيشَ الصَّفاءِ
يُحيلُ حياةَ أُمَّتِنا جحيماً .....
وينحَرُ بالشَّقا سبُلَ العزاءِ
ويقذُفُنا وقوداً في لهيبٍ .....
من الأضغانِ تفتُكُ بالإخاءِ
تدمِّرُ بالتَّعصُّبِ كلَّ ودٍّ .....
وتجرُفنا إلى قاعِ الفناءِ
حكمت نايف خولي
ربيعٌ كالصَّقيع
ربيعٌ مُجدِبٌ لا زهرَ فيهِ .....
وخيرٌ منهُ إعصارُ الشِّتاءِ
ربيعٌ كالصَّقيعِ أماتَ عشباً .....
سقيناهُ دموعاً من رجاءِ
وسمَّدنا ثراهُ دماً وفكراً .....
وصُنّا حقلهُ من كلِّ داءِ
أتى هذا الرَّبيعُ هبوبَ سُمٍّ .....
فأيبسَ كلَّ حيٍّ كالوباءِ
طغى بظلامِهِ وأشاعَ عتماً .....
وأطفأَ ليلُهُ سُرُجَ الضِّياءِ
أحالَ ربوعنا قفراً خراباً .....
وشتَّتَ شملَنا بلظى العَداءِ
وهدَّمَ كلَّ ما شدناهُ يوماً .....
من البنيانِ في ظلِّ الإخاءِ
ومزَّقَ عيشَنا بسهامِ حقدٍ .....
تفشَّى هاتِكاً نُسُجَ الوفاءِ
جزاكَ اللهُ شرّاً يا ربيعاً .....
جلبتَ لنا أعاصيرَ الشَّقاءِ
جذبتَ إلى مراتِعِنا شروراً .....
وكانتْ أرضُنا مرعى الظِّباءِ
زرعنا تُربَها زهراً وورداً .....
وزيتوناً فأجزلَ بالعطاءِ
حبوباً جمَّةً قمحاً وقطناً .....
وفاكهةً تزيدُ من الرَّخاءِ
فأمستْ أرضُنا جنَّاتِ خُلدٍ .....
وبتنا في نعيمٍ واكتفاءِ
وكان صِراطُنا عيشاً كريماً .....
مثالاً في الأخوَّةِ والإباءِ
تُظلِّلُنا المحبَّةُ في وئامٍ .....
ويغمُرُنا سلامٌ من هناءِ
فإذْ بشتاءِ أمَّتِنا أتانا.....
وأمطرنا بسيلٍ من دماءِ
وإذْ بالسَّيلِ كالطَّوفانِ يجري .....
ويُغرقُ بالضَّنى عيشَ الصَّفاءِ
يُحيلُ حياةَ أُمَّتِنا جحيماً .....
وينحَرُ بالشَّقا سبُلَ العزاءِ
ويقذُفُنا وقوداً في لهيبٍ .....
من الأضغانِ تفتُكُ بالإخاءِ
تدمِّرُ بالتَّعصُّبِ كلَّ ودٍّ .....
وتجرُفنا إلى قاعِ الفناءِ
حكمت نايف خولي