===================
سأنتزع حبك انتزاعا من قلبي
فلم أنل منه إلا جرحا ووجعا
لا أنكر بدايته كانت جميلة
استمرت كذلك لبعض الوقت
هكذا بدايات الحب في الغالب
يكون لها لمعانا وبريقا ولونا
حتى إذا وصل الحب ذروته
صار سببا لحزن وكآبة وألما
أصبح بحرا شاسعا عميقا
ليس له شواطئ يموج غضبا
حاولت أن أقاوم وأسبح فيه
أمواجه عاتية أخذتني أخذا
خارت قواي من الإرهاق والتعب
لم أجد له حتى سماءً ولا أرضا
كيف السبيل للنجاة من الغرق
سألت نفسي هذا السؤال الصعبا
قلت لنفسي أليس حبك صناعتي
فأنا قادر أن أضع له نهاية وحدا
سأتصور أنك صرتي انسانة بشعة
تخلى عنك جمالك كثيرا ولو كذبا
سأشوش بشدة على كلتا أذنيً
حتى لايصل إليهما منك صوتا
سأقنع نفسي أن رائحة عطرك
لم يعد لها علي تأثيرا أو جذبا
وحتى لا أصدق لك أي قولا
ربما أدعي أنك كاذبة دوما
سأوحي إلي عينيي تراك أخرى
وأن الحور في عينيك حولا
سأجعل يداي عند لمس يديك
تشعران بأن بهما خشونة وشوكا
سأزعم أن لك قلبا قاسيا حجرا
لايتأثر ولايشعر بأي شيء أبدا
سأضع فيك صفات سيئة وعبر
سأحاول جاهدا ألا أترك لك أثرا
فكما صنعت حبك الكبير بيدي
سوف أقضي عليه قضاء نكرا
فعلت كل هذا وربما فعلت أكثر
لكنني في النهاية لم أحرز نصرا
فالحب صناعة ليست كغيرها
بمجرد أمر ممن صنعه لابد يفنا
إنه يستقر وينمو ويتغلغل ويبقى
لايستجيب لمثل هذا أبدا طلبا
يأبى المغادرة والرحيل نهائيا
حتى لو أُعطيَ من صاحبه أمرا
حسني همام
جمهورية مصر العربية
8/5/2020