من ٱنت يا مجهُول الهويه
من ٱنت يا من تكسر الحواجز
هل أنت لعنةََ مخفيه
أم تُرىَ فيك حكمه
أم ظلم حل بِكونِِ.
و حينها تكون أنت ضحيه
لا شيء في دُوربنا غير ظلام و بلاء
طرقاتنا سوداء و هلاك
و الليل الحزين يأخذ بين أحضانه قمر سماء
و أشجار باتت صفراء
تتوارى من خجلِِ تلتمس منا غطاء
من ٱنت يا من جعلت
طفل يصرخ لفقد اباه
قطفت روحه و تَوارىَ بالتراب
يودع و لا عزاء حتىَ للأحباب
من أنت يا من منعت الجنائز و الصلوات
جعلت سُكون حتىَ بالذات
هُنا و هناك تأمُلات
و كؤس الحزن نتجرعها هى
أم هو كأس القدر
ما حزنت على عمر طال أو قصر
و لكن يحزنني ضياع حلم كان
قد أقترب مني وصار شعاع مُنكسر
فلا. تلوموني فما أنا إلاَ بشر
أتسألني من أنا
ألم تسمع يوماً عن طيرا الأبابيل
أو ريح السموم و ما فعل ربك
بقوم نوح و لوط و بنى إسرائيل
أتسألني من أنا
إنما أنا نذير لعلهم يرجعون
فما أكثر الظالمون
فكم من قرى هلكت بجند ولا تشعرون
إنما أنا جند من الجنود
لا تحُدنيِ حدود
إرسلني ذو الجبروت.
إلى بنىِ الإنسان
أهز من تحت عروشهم الأركان
لعل تسبيِحة تُغني أو توبه
تنفعهم في أخر الزمان
هذه الدنيا و قد انكشف
لنا ظلالها و أليك مرجعي
فلا سفينة نجاة غيرك فأنت ملاذي و زورقي
و قفتُ على بابك
وقد اثقلت الذنوب عاتقي
أعاتب نفسي بذنوب أقترفتها
وهى على بابك سائقي
اللهم. إرحمنا و من غيرك أرحم يا خالقي
بقلم /. محمد الأمير الشعراوي