"فتاة البرتقال"
قصيدة جديدة من قلب زنزانه سجن ريمون الصهيوني
" الاسير الفلسطيني الاديب كميل أبو حنيش "
وهتفتِ قائلةَ:
أحبُ البرتقال
وعندها الفيتُ فستاناً
تراءى في مخيلتي
تضّوع مسكَه في أريج ضحكتك الندية
فانبرى هذا الجمال من المحال
وشرعتُ أتلو ما تيسر في حضورك
سورة الأزهار تعبق
في بساتين الفضيلة
وقرأتُ سورة برتقال
وأنا المطلُ عليك
من علياء منفايَّ الطويل
ولا ألامس غير أحلامي الظليلة
فأشمُ رائحة الأريج يفوحُ من همسات صوتك
لا أبالي بالحقيقة والمجاز
مذ رف وجهك فوق غمر الكون
فازدهر الوجود
مذ فاح عطر أناك
في هذي الطبيعة
فانتعشنا من ضلوعك
لم تساورنا الخطيئة والحدود
وأناك تعكس فيّ
أشواق البدايات السحيقة
وتشّع ماءً كالسراب
في قلب بيداء اليباب
فعاودتُ سيري صوب طيفك
باحثاً عني وعنك
وأقتفي معناي في معناك
أو معناك في معناي
في لغة الوجود
وفي الصخور
وفي السحاب
وفي الضباب
وفي البلابل
في الآيائل
راحٌ وروحٌ نرتوي
ونشّيعُ الخلجات فينا
أنا نرجسٌ قهرته صورته
فرأى أناه تشع منك
وصورتي في الماء طيفك
ينجلي وجه لحضرتكُ المقدسة الجميلة في أناي
وينجلي وجه لأشواقي البعيدة في أناك
أموت عشقاً
فيَّ فيك
أدنو فيخطفني البهاء
ألا اجذبيني في مياهك يا عناة
وطوقيني واغرقيني يا إلهتيّ الأثيرة
وابحثي عني في غابات الصنوبر
إن هذا الموت أهلكني
وألقى بي بقارعة الزمان
فواجهيه وقاتليه
وحرريني كي أعود إليك
مكتظاً بحبي يا فتاة
***
وبعثتُ من جرحي أغني
وبعثتُ من موتي لأغفو فوق
سوسنك النديّ
فعانقيني
فازدحام الحر فيك لساعةٍ
خيرٌ لنا من ألف عمرٍ
تسرين بي ليلاً
واعرجُ نحو سدرة منتهاكِ
موتي قليلاً فيّ
كي أحيا قليلاً فيك
ونموت عشقاً هائلاً
موتاً شهياً
يشبه الحلم الشفيف
نلامس النايات في طور التجلي
وسأشتهي هذي الزهور على ضفافك
أشتهي هذا البريق على مياهك
اقتفي أثر العبير على ضلوعك
وأفيض في فستان ثغرك
وأشكل النغمات في عينيك
تجمعني يداك
وترتوي فينا الحواس الخمس
من بعد العماء
وترتعش تلك الحياة أيا عناة
***
قُدي حروفي
كي أهجىء أبجديتك الجديدة
علميني كيف ألهج بالحروف
لكي أعود إلبك مفردة تليق
بعاشقٍ أضناه هذا الوجد
وهو يتوه في هذا الضباب
قدي قميصي
كي أتوب عن الوقار
قدي قميصي من أمام أو من وراء
لكي أكف عن الفرار
في حضرة الأنثى
التي ردت إليّ الاعتبار
ولن أقول:
متى تحررني يداك
وردديها: هيت لك
وحرريني من قناعي
من جمودي
من وقاري
كرريها: هيت لك
ما أجملك
ما اجملك
ما أرفلك
أنا مثل أنكيدو المراعي والجبال
آتيك حتى أنتهي من وحشتي
وتوحشي
فطوّعيني
أنسينني
شذبيني
أشعليني
أنتِ مرآتي التي أرنو إليها
أرنو إليّ
فلا أرى وجهاً سواكِ
يرف في غمر العماء
أرنو إلينا
وأرى التفاصيل
العميقة
وانعكاسات الظلال
وأرى الحضور
ينام في رحم الغياب
***
وعناة تعشق بعدها
وعناة تنقذ بعلها
من سطوة الموت الدنيء
فعانقيني
كي يموت الموت
وأفرُ من أنيابه
وأعود منتشياً إليك
وتزدهر تلك الطبيعة والحياة
أحيا طويلاً فيكِ
وأموت فيك
هذي أناكِ
إناء فيضٍ
يا أناي
لا معاصي فيك
أنت سيدة الفضيلة
ربة الحب والجمال
والإشراك فيك رذيلة
والكفر فيك يُعّد
معصية المعاصي
هذا رجائي فيك
ولتقرأي
شكري وعرفاني
المكلل بالزهور
ولتقرأيني دائماً
سفراً تضوع بالأنين
ولتكتبيني قصةً
تروي
الصبابة والحنين
**
وأنت سدرة منتهاي
سيرتقي هذا الجمال
وأحب موتاً مشتهى
تدنيني منكِ
فعانقيني
نتوه في المعنى العظيم
وصورة المعبود والعابد
هذا الخواء هو ابتلاء
سنفيض عشقاً
فامليئني بالرحيق
وتعبدي هذا الحريق
وهذه الأبواب في أبديتي
سيلٌ من القبلات
يفتح قفلها
قبلاً كما الموت الصغير
موتٌ صغير ليس يكفي
هاتِ ارويني منها كثيراً
آتِ لأعينيك
لأشرب
هذه النغمات
والنايات والأسفار
والأشعار
وكأنني الأرض اليباب
وكأنك الأرض اليباب
وكأننا الأرض اليباب
وأنت سيدة البداية والنهاية
أنت سيدة الفصول
وأنت سيدة الجهات
أما أنا سيزيف
أحمل صخرتي
وسأرتقي بك نحو قمتيَّ البعيدة
وستأكل السنوات من كبدي
وسنهبط الوادي معاً
للهاويات
في الهاويات سنرتقي
نحو الذرى
فالقاع قمتنا الأثيرة يا عناة
لا لست تفاح الخطيئة
فاعبقي بأريج زهر البرتقال
يا عفاف البرتقال
الاسير الفلسطيني كميل ابو حنيش ..
قصيدة جديدة من قلب زنزانه سجن ريمون الصهيوني
" الاسير الفلسطيني الاديب كميل أبو حنيش "
وهتفتِ قائلةَ:
أحبُ البرتقال
وعندها الفيتُ فستاناً
تراءى في مخيلتي
تضّوع مسكَه في أريج ضحكتك الندية
فانبرى هذا الجمال من المحال
وشرعتُ أتلو ما تيسر في حضورك
سورة الأزهار تعبق
في بساتين الفضيلة
وقرأتُ سورة برتقال
وأنا المطلُ عليك
من علياء منفايَّ الطويل
ولا ألامس غير أحلامي الظليلة
فأشمُ رائحة الأريج يفوحُ من همسات صوتك
لا أبالي بالحقيقة والمجاز
مذ رف وجهك فوق غمر الكون
فازدهر الوجود
مذ فاح عطر أناك
في هذي الطبيعة
فانتعشنا من ضلوعك
لم تساورنا الخطيئة والحدود
وأناك تعكس فيّ
أشواق البدايات السحيقة
وتشّع ماءً كالسراب
في قلب بيداء اليباب
فعاودتُ سيري صوب طيفك
باحثاً عني وعنك
وأقتفي معناي في معناك
أو معناك في معناي
في لغة الوجود
وفي الصخور
وفي السحاب
وفي الضباب
وفي البلابل
في الآيائل
راحٌ وروحٌ نرتوي
ونشّيعُ الخلجات فينا
أنا نرجسٌ قهرته صورته
فرأى أناه تشع منك
وصورتي في الماء طيفك
ينجلي وجه لحضرتكُ المقدسة الجميلة في أناي
وينجلي وجه لأشواقي البعيدة في أناك
أموت عشقاً
فيَّ فيك
أدنو فيخطفني البهاء
ألا اجذبيني في مياهك يا عناة
وطوقيني واغرقيني يا إلهتيّ الأثيرة
وابحثي عني في غابات الصنوبر
إن هذا الموت أهلكني
وألقى بي بقارعة الزمان
فواجهيه وقاتليه
وحرريني كي أعود إليك
مكتظاً بحبي يا فتاة
***
وبعثتُ من جرحي أغني
وبعثتُ من موتي لأغفو فوق
سوسنك النديّ
فعانقيني
فازدحام الحر فيك لساعةٍ
خيرٌ لنا من ألف عمرٍ
تسرين بي ليلاً
واعرجُ نحو سدرة منتهاكِ
موتي قليلاً فيّ
كي أحيا قليلاً فيك
ونموت عشقاً هائلاً
موتاً شهياً
يشبه الحلم الشفيف
نلامس النايات في طور التجلي
وسأشتهي هذي الزهور على ضفافك
أشتهي هذا البريق على مياهك
اقتفي أثر العبير على ضلوعك
وأفيض في فستان ثغرك
وأشكل النغمات في عينيك
تجمعني يداك
وترتوي فينا الحواس الخمس
من بعد العماء
وترتعش تلك الحياة أيا عناة
***
قُدي حروفي
كي أهجىء أبجديتك الجديدة
علميني كيف ألهج بالحروف
لكي أعود إلبك مفردة تليق
بعاشقٍ أضناه هذا الوجد
وهو يتوه في هذا الضباب
قدي قميصي
كي أتوب عن الوقار
قدي قميصي من أمام أو من وراء
لكي أكف عن الفرار
في حضرة الأنثى
التي ردت إليّ الاعتبار
ولن أقول:
متى تحررني يداك
وردديها: هيت لك
وحرريني من قناعي
من جمودي
من وقاري
كرريها: هيت لك
ما أجملك
ما اجملك
ما أرفلك
أنا مثل أنكيدو المراعي والجبال
آتيك حتى أنتهي من وحشتي
وتوحشي
فطوّعيني
أنسينني
شذبيني
أشعليني
أنتِ مرآتي التي أرنو إليها
أرنو إليّ
فلا أرى وجهاً سواكِ
يرف في غمر العماء
أرنو إلينا
وأرى التفاصيل
العميقة
وانعكاسات الظلال
وأرى الحضور
ينام في رحم الغياب
***
وعناة تعشق بعدها
وعناة تنقذ بعلها
من سطوة الموت الدنيء
فعانقيني
كي يموت الموت
وأفرُ من أنيابه
وأعود منتشياً إليك
وتزدهر تلك الطبيعة والحياة
أحيا طويلاً فيكِ
وأموت فيك
هذي أناكِ
إناء فيضٍ
يا أناي
لا معاصي فيك
أنت سيدة الفضيلة
ربة الحب والجمال
والإشراك فيك رذيلة
والكفر فيك يُعّد
معصية المعاصي
هذا رجائي فيك
ولتقرأي
شكري وعرفاني
المكلل بالزهور
ولتقرأيني دائماً
سفراً تضوع بالأنين
ولتكتبيني قصةً
تروي
الصبابة والحنين
**
وأنت سدرة منتهاي
سيرتقي هذا الجمال
وأحب موتاً مشتهى
تدنيني منكِ
فعانقيني
نتوه في المعنى العظيم
وصورة المعبود والعابد
هذا الخواء هو ابتلاء
سنفيض عشقاً
فامليئني بالرحيق
وتعبدي هذا الحريق
وهذه الأبواب في أبديتي
سيلٌ من القبلات
يفتح قفلها
قبلاً كما الموت الصغير
موتٌ صغير ليس يكفي
هاتِ ارويني منها كثيراً
آتِ لأعينيك
لأشرب
هذه النغمات
والنايات والأسفار
والأشعار
وكأنني الأرض اليباب
وكأنك الأرض اليباب
وكأننا الأرض اليباب
وأنت سيدة البداية والنهاية
أنت سيدة الفصول
وأنت سيدة الجهات
أما أنا سيزيف
أحمل صخرتي
وسأرتقي بك نحو قمتيَّ البعيدة
وستأكل السنوات من كبدي
وسنهبط الوادي معاً
للهاويات
في الهاويات سنرتقي
نحو الذرى
فالقاع قمتنا الأثيرة يا عناة
لا لست تفاح الخطيئة
فاعبقي بأريج زهر البرتقال
يا عفاف البرتقال
الاسير الفلسطيني كميل ابو حنيش ..