من رواية
#بحور_العطش
صعد إلى غية الحمام بعد عناء شديد و أخد نفسًا عميقًا كغواص يبحث عن لؤلؤ ، وجدها مستسلمة و مسلمه كملاكم فى الجولة الخامسة ، رغم أنها لم تأنسه و لم تولف عليه فى المرات القليلة التى فكر فيها أن يعتلى قمتها ، و لكنها مرغمة ، ففض أدراجها و قطع أستارها و بعثر أصدافها و عبث بجواهرها .
و دقات قلبه تدق كطبول صاخبة داخل الأدغال الإفريقية .... كادت تطير لكن منعها الوزن الجاثم فوقها .
آه لو كان من تشتاق إليه ، لتركت له الغية بما فيها و سلمت له مفاتيحها عن طيب خاطر ....
أفزعها عرقه و هو يضغط عليها فأخرجها من خيالها ، فعادت كما كانت تبحث عن الخلاص منه ، حتى شعرت بيده تبحث بين شعابها عن الآبار حتى وصلها فأدلى بدلوه فظل ينهل منه مستبشرا الإرتواء ، ثم عاد إلى الوراء ليقذف هلبه متصنعا قوة عفا عليه الزمن ، مهد لكى ترسو سفينته بين شاطىء نهرها ، بدأ الهلب يغوص فى الأعماق التى تئن ، فقد عكر صفاء نهرها العذب بخوضه فيه ، تشبث بصاريها فشعرت بألم و أصدرت صوتا كطائر أخضر مكلوم لا يقوى على الطيران بعدما كسر جناحيه ، لم ينتبه فلم يكن يهتم بفريسته قدر اهتمامه بهدفه و إن كان لا يسعى إليه كثيرًا .
أفرغ مياهه الراكدة التى تشبه مياة البحيرات العانس التى لم يطمسها من قبل بحر ولا نهر .
أنهى ما بدأه و صار جثة هامدة تجثو فوقها ، نفرت منه و أرادت الكر ، فاستجمعت قوتها وفردت شعابها و أزاحته من فوقها بعد جهد ، فهوى من القمة إلى القاع و انقلب على ظهره كخرقة بالية يلهث من شده التعب .
فترك لها مساحة للتنفس ، أخدت تتطلع لنفس عميق و لملمت أشلاءها المتطايرة و شرعت فى الطيران بعيدًا عنه .
حلقت و حلقت حتى وصلت جدولا صغيرا خلف الباب الزجاجى ، فألقت بجسدها العارى بداخله ، حتى غاصت فيه من أغمص قدميها حتى شعر رأسها .
سرحت و سبحت و تسبحت لتزيل أثار العدوان الغاشم على غيتها ، عادت من مهربها فوجدته جاثيا على وجه كقتيل حرب يصدر خوار كثور السامرى ، فهو لم يدرك أن الرغبة شىء و القدرة شىء آخر .
فجلست على كرسى بعيدا عنه ، و دفنت رأسها بين ركبتيها كمن تدارى سوأتها حياءًمن الناس ، لم يزروها طيف النوم و هجرها فأسلمت خاطرها للذكريات ، و قلبت فى دفاترها القديمة ، تعاتب نفسها حينًا و تعابت القدر أحيانًا .... تستسلم للنصيب و تتمنى أن يتغير و يتبدل ، ظلت هكذا حتى عاد النوم من سفره و أجبرها على الخضوع مع بزوغ الشعاع الأول لإشراقة اليوم الجديد .
................................
من رواية
#بحور_العطش
#رياض_العربى
#بحور_العطش
صعد إلى غية الحمام بعد عناء شديد و أخد نفسًا عميقًا كغواص يبحث عن لؤلؤ ، وجدها مستسلمة و مسلمه كملاكم فى الجولة الخامسة ، رغم أنها لم تأنسه و لم تولف عليه فى المرات القليلة التى فكر فيها أن يعتلى قمتها ، و لكنها مرغمة ، ففض أدراجها و قطع أستارها و بعثر أصدافها و عبث بجواهرها .
و دقات قلبه تدق كطبول صاخبة داخل الأدغال الإفريقية .... كادت تطير لكن منعها الوزن الجاثم فوقها .
آه لو كان من تشتاق إليه ، لتركت له الغية بما فيها و سلمت له مفاتيحها عن طيب خاطر ....
أفزعها عرقه و هو يضغط عليها فأخرجها من خيالها ، فعادت كما كانت تبحث عن الخلاص منه ، حتى شعرت بيده تبحث بين شعابها عن الآبار حتى وصلها فأدلى بدلوه فظل ينهل منه مستبشرا الإرتواء ، ثم عاد إلى الوراء ليقذف هلبه متصنعا قوة عفا عليه الزمن ، مهد لكى ترسو سفينته بين شاطىء نهرها ، بدأ الهلب يغوص فى الأعماق التى تئن ، فقد عكر صفاء نهرها العذب بخوضه فيه ، تشبث بصاريها فشعرت بألم و أصدرت صوتا كطائر أخضر مكلوم لا يقوى على الطيران بعدما كسر جناحيه ، لم ينتبه فلم يكن يهتم بفريسته قدر اهتمامه بهدفه و إن كان لا يسعى إليه كثيرًا .
أفرغ مياهه الراكدة التى تشبه مياة البحيرات العانس التى لم يطمسها من قبل بحر ولا نهر .
أنهى ما بدأه و صار جثة هامدة تجثو فوقها ، نفرت منه و أرادت الكر ، فاستجمعت قوتها وفردت شعابها و أزاحته من فوقها بعد جهد ، فهوى من القمة إلى القاع و انقلب على ظهره كخرقة بالية يلهث من شده التعب .
فترك لها مساحة للتنفس ، أخدت تتطلع لنفس عميق و لملمت أشلاءها المتطايرة و شرعت فى الطيران بعيدًا عنه .
حلقت و حلقت حتى وصلت جدولا صغيرا خلف الباب الزجاجى ، فألقت بجسدها العارى بداخله ، حتى غاصت فيه من أغمص قدميها حتى شعر رأسها .
سرحت و سبحت و تسبحت لتزيل أثار العدوان الغاشم على غيتها ، عادت من مهربها فوجدته جاثيا على وجه كقتيل حرب يصدر خوار كثور السامرى ، فهو لم يدرك أن الرغبة شىء و القدرة شىء آخر .
فجلست على كرسى بعيدا عنه ، و دفنت رأسها بين ركبتيها كمن تدارى سوأتها حياءًمن الناس ، لم يزروها طيف النوم و هجرها فأسلمت خاطرها للذكريات ، و قلبت فى دفاترها القديمة ، تعاتب نفسها حينًا و تعابت القدر أحيانًا .... تستسلم للنصيب و تتمنى أن يتغير و يتبدل ، ظلت هكذا حتى عاد النوم من سفره و أجبرها على الخضوع مع بزوغ الشعاع الأول لإشراقة اليوم الجديد .
................................
من رواية
#بحور_العطش
#رياض_العربى