علمني ان ابتعد عن كل الرتوش حينما تقترب من عيني .. ربما اري صورة ما حقيقية
ابتعد ...
ربما اقرا خفايا حروفكم المتلاطمة .. واكتشف ما لديّ من ديْن عندكم ان كان حبا او كرها
ابتعد ...
ربما اميز بين من يصدقني القول غالبا ... وبين ذاك الذي يستهين بطيبة قلبي..مستهترا بذكاء تفكيري
ابتعد ...
ربما تتناثر احباركم من اجلي..فاتوقف عند الحروف التي لا تتطاير من سطورها ابدا
ابتعد ...
ربما اترك لخيالكم العنان علي مسرح الحياة فارغا بدوني ... تلهون فيه كما تشائون ... وانا ملتزمة المكان خلف الستار المنسدل ... اجلس علي المقاعد الفارغة واترقب كواليس مسرحياتكم الحمقاء في عالم هزلي لا يستحق حتي التصفيق له
ابتعد ...
من شدة الياس ... دون ان يعد يعنيني من منا المبصر ومن منا الاعمي
ابتعد ...
ربما اخذ نفسي بعيدا عنكم اللي اللا منتهي ... بعيدا عن استهتاراتكم ... وتناقضاتكم ... وثرثراتكم ... استخدمت الرحمة معكم ورفقت بكم حينما تركت لكم قلوبكم الفارغة لافسح مجالا للفارغين امثالكم يستقطبون حياتكم
ابتعد ...
بعد ما اصبحت مصدر ازعاج لي من كثرة ضرباتكم الموجعة التي ارددها دائما علي مسامعي واقاويلي
ابتعد ...
متمنية ان اتقن ولو فصل واحد من دروسكم القاسية ... ربما احفظه جيدا عن ظهر قلب ... واجتاز اختباراتكم بنجاح ... علني اكون لكم باشادة تلميذة نجيبة
ابتعد ...
ربما اسدد للبعض ديونه بالسكون..واعلمه كيف يقتل الصمت
ابتعد ...
وانا ارفض ان اطمس طيبتي بقساوتكم الصادمة المسددة احيانا الي قلبي
ابتعد ...
لانكم بارعين في جرح قلوب الاخرين بسائر اقنعتكم الزائفة ... اهذا عدل ان تسددوا ضرباتكم الي الوجوه الحقيقية ؟ ... وهل للقلوب الطيبة شبح مخيف يجول في اذهانكم فيضطر احد الي تدميره ؟.. فالضربات اليكم حتما سترتد عائدة مرة اخري هاربة الي الوجوه الحقيقية دون ان تصيبكم لمجرد انكم ترتد ون قناعا
انا لا املك قناعا سخيفا كالبعض ... حتي انني لا اتقن ابدا فن الوجه الاخر ... ولكن اعلم كثيرا عن فن التجاهل والابتعاد بقلب ابيض ... هذا اللون الذي تفتقرون اليه في حياتكم ... يا له من شئ مثير للشفقة