خلاصة الآراء اللغوية في المختلف عليه من الألفاظ العربية
28ـ القول الذي جاء في التفريق بين (زهاء) و(رهاء)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المبحث الأول في (زهاء):
ـ (زهاء): تألُق، (زهاء اللون): تألقه؛ يقول الشاعر فتيان الشاغوري:
الوَردُ بِوَجنَتَيكَ زاهٍ زاهِر *** وَالسِحرُ بِمُقلَتَيكَ وافٍ وافِر
ويقول الشاعر بطرس كرامة:
ربع التهاني بالمسرة زاهي *** لما بدا بدر الجمال الباهي
ـ (زُهاء الشيء): مقداره؛ يقول الشاعر العجاج:
كأَنما زُهاؤُهم لمن جَهَرْ وقولُهم: *** زُهاءُ مائَة أَي قدر مائةٍ
ـ و(زُهاءُ الشيء) يعني: ما يقرب منه أيضا، (اِنْتَظَرْتُهُ زُهاءَ رُبْعِ ساعَةٍ): فَتْرَةً تُقارِبُ، حَوالَيْ رُبْعِ ساعَةٍ؛ يقول الشاعر ابن الرومي:
فقال وإن مُطِلْتَ زُهاءَ حَوْلٍ *** فقلت وإن مُطلت إلى التنادِ
ـ (الزَّهْوُ): الكِبْرُ والتِّيهُ والفَخْرُ والعَظَمَةُ، في المثل (أَزْهَى مِن غُرابٍ) بالنصب؛ يقول الشاعر أبو المثلم الهذلي:
متى ما أشأْ غير زَهْوِ الملـو *** كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ
ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
زَهَتْ بأوصاف من تعنيه وابتهجت *** كما زهت كأسها الصبهاءُ بالحَبب
ـ و(الزَّهْوُ): الظُّلْمُ، والاسْتِخْفافُ، (زَها فلاناً كلامُك زَهْواً وازْدهاه): اسْتَخَفَّه؛ و(ازْدَهَيْت فلاناً) أَي: تَهاوَنْت به؛ يقول الشاعر عمر بن أَبي ربيعة:
فلما تَواقَفْنا وسَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ *** وجُوهٌ، زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا
ويقول الشاعر الأحنف العكبري:
فقالوا هو الزاهي فقلت ولم زها *** وما الزهو بالمحمود عند ذوي العقلِ
ـ و(الزَهْوُ) يعني: الباطل والكذب؛ يقول الشاعر ابن أحمر:
لم يترُك الشَيبُ لي زَهْواً ولا الكِبَرُ *** ولا تَقولَنَّ زَهْوٌ ما يُخَيِّرُنا
ـ و(زَهَت الريحُ) أَي: هَبَّت؛ يقول الشاعر عَبيد بن الأبرص:
ولَنِعْم أَيْسارُ الجَزورِ إذا زَهَتْ *** رِيحُ الشِّتَا وَمَألَفُ الجِيرانِ
ويقول الشاعر ابن بري:
فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالاً، كأَنَّها *** جَرادٌ زَهَتْه رِيحُ نَجْدٍ
ـ (زَهَتِ الريحُ الشجرَ تَزْهاهُ) أي: هزَّته بشدة
ـ و(زَها النَّخْلُ): طالَ، و(أَزْهَى النَّخْلُ وزَهَا زُهُوّاً): تلوَّن بِحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ؛ يقول ابن الأَعرابي:
زَها النبتُ يَزْهُو إذا نَبَت ثَمَرُه، *** وأَزْهَى يُزْهِي إذا احْمَرَّ أَو اصفر.
------------------
* المبحث الثاني في (رهاء):
ـ و(الرَّهْوُ) يعني: الكثير الحركة، وقيل: الرَّهْوُ الحركة نفسها؛ يقول ابن الأَعرابي:
فإِنْ أَهْلِكْ، عُمَيْرُ، فَرُبَّ زَحْفٍ *** يُشَبَّه نَقْعُه رَهْواً ضَبابا
ـ وربما أتى منها اسم (رهوان): دابة لينة الظهر في السير وقيل (فَرَسٌ رَهْوانٌ): الَّذي يسير رَهْوًا، وقيل عنه: هو جواد صغير تمتطيه السَّيِّدات، ولا يفوتني هنا ذكر إطلاق العامة صفة (رهوان) على كل سريع في العدو؛ يقول الشاعر الطرماح:
ومَضَتْ رَهْواً، تُطِيرُ الحَصَى *** بصحيحِ النَّسرِ، صلبِ الحوامْ
ويقول الشاعر أحمد محرم:
تمر الخيل بالأبطال رهوا *** وتمضي في مواكبها ثبينا
ـ و(الرَّهْوُ) من الأضداد: قد يكون للساكن ويكون للسريع؛ يقول الشاعر محمد إقبال:
كم بهذا السهب مرت قافلة *** مثل سير النوق رهوا سابله
ويقول الشاعر عمرو بن كلثوم:
نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَدٍّ *** مُحَافَظَـةً وَكُنَّا السَّابِقِيْنَا
ـ و(الرَهْوَةُ): المكان المرتفع والمنخفض أيضاً فيه ماء؛ يقول أبو عبيد:
نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ *** محافظةً وكنّا الأَيْمَنينا
ويقول الشاعر عامر بن الطفيل (مجازا):
وأنّي أحُلّ عَلى رَهْوَة ٍ*** منَ المَجدِ في الشّرَفِ الأعظَمِ
ـ وإن كان لفظ (الرهو) في كثير من المواضع عند العرب؛ قاصر على: الساكن فقط، يقولون (جاءت الخيل رهوا) أي: ساكنة؛ فيقول الشاعر:
والخيل تمزع رهوا في أعنتها *** كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد
ـ يقول الحق سبحانه وتعالى في الآية 24 من سورة الدخان: (واتْرُكِ البحْرَ رَهْواً). ساكنا كما كان؛ فـ(الإِرْهاءُ) يعني: الإِسْكان
ـ و(أَرْهى على نفسه): رفقَ بها وسَكَّنها؛ يقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
كم شاتمٍ لي عَفَوْتُ عَنْهُ *** مُصَمِّماً في اللّسانِ نَهْوا
كم قائلٍ إذ تركْتُ عنه *** بَحري بترك الجوابِ رَهْوا
ـ كما أن من معاني (الرَهْو): التتابع، (الناس رَهْوٌ) أي: متقاطرون، (يمشون رهوا) أي: سير سهل مستقيم؛ يقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
من كلّ رَهْوٍ في المقادة مَشْيُهُ *** نَقَلَ الخطى منه على ترتيب
ـ و(أَرْهَى): دامَ على أَكْلِ الرَّهْوِ (طائر الكُرْكِيُّ)، و(أَرْهَى): أَدامَ لضِيفانِه الطَّعامَ سَخاءً، وهو (طعامٌ راهِنٌ وراهٍ) أي: دائمٌ؛ يقول الشاعر الأعشى: لا يستفيقون منها وهي راهِيَةٌ *** إلاّ بِهاتِ وإنْ عَلُّوا وإن نَهِلوا
ـ و(أَرْهَى): صادَفَ (مَوْضِعاً رَهَاءً) أَي: واسِعاً، و(بِئرٌ رَهْوٌ): واسِعَة الفَمِ، و(الرَّهْو): مُسْتَنْقَع الماء؛ يقول الشاعر الأخطل:
فلا بَرِحوا العُيونَ لتَنْزلوها *** ولا الرَّهَواتِ والتَمسوا المَغارا
ويقول الشاعر ابن سهل الأندلسي (مجازا):
واليمُّ رهوٌ إذا رآك كأنّهُ *** قد قيّدتْهُ دهشَة ٌ وحياء
ـ و(ريح وَرْهاءُ): في هُبوبها خُرْقٌ وعَجْرَفَةٌ، و(وسحابة وَرِهَةٌ): إِذا كثر مطرها؛ يقول الشاعر الشريف الرضي (مجازا):
عَزائِمُ كالرّياحِ مَرَرْنَ رَهواً *** على الاقطار من دان وناءِ
ـ و(امرأَة وَرْهاءُ) يعني: كثيرة الشحم؛ يقول الشاعر الأبيوردي:
وَيَمْشِينَ رَهْواً مِشْيَة ً قُرَشِيَّة ً*** تَنُوءُ بِكُثْبانِ النَّقا المُتَرَجْرِجِ
ويقول الشاعر الشريف الرضي:
وَمُشْرِفَة ُ القَذالِ تَمُرّ رَهْواً *** كمَا عَسَلَتْ على القاعِ الذّئَابُ
ـ و(الوَرَهْرَهَةُ): المرأَة الحمقاء؛ يقول الشاعر أبو العلاء المعري:
عنسيَ في الدّنيا سوى الرّاهي، *** طَلّقْتُها تَطليقَ إكراهِ!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر