لم غبت ؟...
غبت...
لأنيخ الكلمات بسديم الصّمت
لتهدأ ريح الكلام
حتى تصير همس برعم
يرى كلّ الكون في طيّات أوراقه...
غبت...
لتحضن النيران رمادها قليلا
لتدرك شكلا آخر للحريق
ابراهيميّ السكينة
لتشهد ميلاد غابات جديدة
مسكونة بنوايا اللّهيب...
غبت...
أبحث أبحث عن عين جديدة
لم يصر مداها حصيرا أبلاه التكرار
ولا شمسها اجترارا لشروق فقد الألق
غبت...
لأتوب عن أحرف أخطأتها السبيل
لأرى ما اقترفت يداي من بوح ومن مين
لأرى صورتي في كلّ ماكتبت
وأصرخ دهشة
ياه كم انت مخاتلة
كم أنت غائبة
كم أنت حاضرة
بقلب عبير يتلاشى كلمة كلمة
غبت...
حتّى يحلّ الرّبيع في يدي
فلا تنسرب من شيخوختها المعاني
وهي تهادن الشتاءات المكرّرة
غبت...
لأجل أن يكون لكلّ زهرة فجرها
لكلّ خفقة سماء تسمعها
لأجل أن أسبر في علقم الصمت
حلاوة الكلام
لأجمع وجهي من سرابي في ظنون الآخرين
لأمتلئ بي كثيرا حتّى أعشق أناي
ثمّ أناديني من قريبي لمرّة واحدة
فلا تشرّدني الأبعاد...
بقلم وفاء الرعودي-تونس
أعجبني
تعليق
مشاركة
التعليقات