ما لا يعرفه الشعراء
(باب الخاتمة)
...................................................
قبل البدء بهذا الباب ، اود ان اثير مفهومين أدبيين لطالما يثيرا حفيظة الشاعر والمتلقي على السواء وهما ، بيت القصيد والضرورة الشعرية واللذين يغفل عنهما الكثير في الكتابة او القراءة للأدب العربي وخاصة ما في الشعر .
وبيت القصيد في معناه كما أشار اليه من سبقنا اليه ، على انه احد ابيات القصيدة الشعرية الأكثر جزالة ومعنى وتركيبا ، وهو احسن الابيات وأنفسها وقد يأتي في بداية المتن او ربما يأتي قبل خاتمته ويذهب الكثير الى ان هذا البيت الشعري هو ما قصده او ابتغاه الشاعر في القصيدة وقد يغني بمعناه كل القصيدة وسرها ، وبالنسبة لي فاني أشبهه بالطعم الذي يبقى على لسان المتلقي بعد تذوقه القصيدة ويكفي مضمونه ومعناه القصيدة الكاملة ، ومن دلالاته ان نجد في تاريخنا الأدبي الكثير من الابيات التي خلدت وعلقت في الأذهان دون غيرها من الابيات الشعرية .
اما توصيف الضرورة الشعرية والتي لا احبذها في رأيي الخاص لانها تضعف من بنية وقوام القصيدة واعتبرها ضعفًا انساق اليه الشاعر ليبرر هفوة او قصورًا في الإتيان بالتام والكامل من المعنى والبناء ، وهي عمومًا ظاهرة لغوية اختلف الكثير في تفسيرها وضرورتها وأنها حالة يضطر الشاعر اليها اضطرارا في البناء لبيان المعنى وتوصيفه ، وهي لا تظهر في الشعر النثري او التفعيلة الواحدة لان حرية التصرف هنا واردة ولا مبرر لاضطرار الشاعر اليها .
والخاتمة في القصيدة الشعرية محلًا تنتهي فيه كل معاني الوصف والإشارة والترتيب ، وتتوقف عنده مسيرة النص ودلالاته وألوان التشويق واستعراض القوى الإبداعية ومجمل لبنات البناء وقوة الملكة وغزارة الطبع والإغراق ، ولهذا لابد للشاعر ان يبذل غاية جهده في إتقان وضعه وجماله .
والخاتمة عادة تأتي في اخر بيت شعري او اكثر بقليل ينظمها الشاعر بحسب مهارته وتمكنه لا يحتاج بعدها الى مزيد من النظم والكتابة بما تغني القصيدة بتمام معناها واكتمالها ، ومن الملاحظ كما وجدت في الكثير من النصوص الحديثة لشعرائنا ان الكاتب لا يعود بنظرة ثاقبة ودقة في تضمين خاتمته بما استهل به من النص وما أراد في متن القصيدة من خلاصة ليضع اخر لمساته في ختامها ، وهذا مأخذًا حسيًا ومعنويًا يظل فيه النص ضعيفًا مهما بلغ في قوة استهلاله وتوصيف متنه .
وعلى هذا فان على الشاعر التركيز بدقة اعلى وتمحص اكبر وتدبر خالص عند ختام نصه الشعري ولربما اكثر حرصًا وعطاء من استهلال القصيدة على أهميته التي ذكرناها انفاً ، ومن تجربتي الخاصة فاني افضل ان يستقي الشاعر من ألفاظ ومعاني وحس الاستهلال ليوظفه بحذر وتأنٍ في خاتمته دون استهداف اللفظ بعينه كلما أمكن ذلك ، ولعل في قصيدتي (هاتِ يديك ) مثالًا على ذلك والتي استهليت بها بالبيت التالي :
هَاتِ يَدَيْك أَرَى فِي خَطِّها قَدَرِ
وَأبْقِي بِعَيْنِك سِرًّا حِفظُهُ وَزَرِ
وعدت لختامها بالبيت التالي :
هَات يَدَيْك لِعَلِيٍّ حِينَ انْظُرُهَا
تَأتِي يَدَيْك بِمَا لَمْ يَقْضِهِ قَدَر
على هذا فان الكاتب يجب ان يضع جل اهتمامه في خاتمة قصيدته التي يلخص فيها ما يؤول اليه نصه والغاية من كتابته ليريح به فكر ونظر المتلقي عناء المتابعة والجري في جمل ومفردات ومعنى النص..
وهنا يظهر جليا مهارة وحنكة وفطرة الكاتب وقدرته في اخراج نصه بافضل ما يمكن ويريح بالتالي متلقيه.
أتمنى ان اكون قد أضفت لكل المتابعين معلومة تفيد أهل الشعر وعنوانه ، ومن الله التوفيق .
.....................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد
(باب الخاتمة)
...................................................
قبل البدء بهذا الباب ، اود ان اثير مفهومين أدبيين لطالما يثيرا حفيظة الشاعر والمتلقي على السواء وهما ، بيت القصيد والضرورة الشعرية واللذين يغفل عنهما الكثير في الكتابة او القراءة للأدب العربي وخاصة ما في الشعر .
وبيت القصيد في معناه كما أشار اليه من سبقنا اليه ، على انه احد ابيات القصيدة الشعرية الأكثر جزالة ومعنى وتركيبا ، وهو احسن الابيات وأنفسها وقد يأتي في بداية المتن او ربما يأتي قبل خاتمته ويذهب الكثير الى ان هذا البيت الشعري هو ما قصده او ابتغاه الشاعر في القصيدة وقد يغني بمعناه كل القصيدة وسرها ، وبالنسبة لي فاني أشبهه بالطعم الذي يبقى على لسان المتلقي بعد تذوقه القصيدة ويكفي مضمونه ومعناه القصيدة الكاملة ، ومن دلالاته ان نجد في تاريخنا الأدبي الكثير من الابيات التي خلدت وعلقت في الأذهان دون غيرها من الابيات الشعرية .
اما توصيف الضرورة الشعرية والتي لا احبذها في رأيي الخاص لانها تضعف من بنية وقوام القصيدة واعتبرها ضعفًا انساق اليه الشاعر ليبرر هفوة او قصورًا في الإتيان بالتام والكامل من المعنى والبناء ، وهي عمومًا ظاهرة لغوية اختلف الكثير في تفسيرها وضرورتها وأنها حالة يضطر الشاعر اليها اضطرارا في البناء لبيان المعنى وتوصيفه ، وهي لا تظهر في الشعر النثري او التفعيلة الواحدة لان حرية التصرف هنا واردة ولا مبرر لاضطرار الشاعر اليها .
والخاتمة في القصيدة الشعرية محلًا تنتهي فيه كل معاني الوصف والإشارة والترتيب ، وتتوقف عنده مسيرة النص ودلالاته وألوان التشويق واستعراض القوى الإبداعية ومجمل لبنات البناء وقوة الملكة وغزارة الطبع والإغراق ، ولهذا لابد للشاعر ان يبذل غاية جهده في إتقان وضعه وجماله .
والخاتمة عادة تأتي في اخر بيت شعري او اكثر بقليل ينظمها الشاعر بحسب مهارته وتمكنه لا يحتاج بعدها الى مزيد من النظم والكتابة بما تغني القصيدة بتمام معناها واكتمالها ، ومن الملاحظ كما وجدت في الكثير من النصوص الحديثة لشعرائنا ان الكاتب لا يعود بنظرة ثاقبة ودقة في تضمين خاتمته بما استهل به من النص وما أراد في متن القصيدة من خلاصة ليضع اخر لمساته في ختامها ، وهذا مأخذًا حسيًا ومعنويًا يظل فيه النص ضعيفًا مهما بلغ في قوة استهلاله وتوصيف متنه .
وعلى هذا فان على الشاعر التركيز بدقة اعلى وتمحص اكبر وتدبر خالص عند ختام نصه الشعري ولربما اكثر حرصًا وعطاء من استهلال القصيدة على أهميته التي ذكرناها انفاً ، ومن تجربتي الخاصة فاني افضل ان يستقي الشاعر من ألفاظ ومعاني وحس الاستهلال ليوظفه بحذر وتأنٍ في خاتمته دون استهداف اللفظ بعينه كلما أمكن ذلك ، ولعل في قصيدتي (هاتِ يديك ) مثالًا على ذلك والتي استهليت بها بالبيت التالي :
هَاتِ يَدَيْك أَرَى فِي خَطِّها قَدَرِ
وَأبْقِي بِعَيْنِك سِرًّا حِفظُهُ وَزَرِ
وعدت لختامها بالبيت التالي :
هَات يَدَيْك لِعَلِيٍّ حِينَ انْظُرُهَا
تَأتِي يَدَيْك بِمَا لَمْ يَقْضِهِ قَدَر
على هذا فان الكاتب يجب ان يضع جل اهتمامه في خاتمة قصيدته التي يلخص فيها ما يؤول اليه نصه والغاية من كتابته ليريح به فكر ونظر المتلقي عناء المتابعة والجري في جمل ومفردات ومعنى النص..
وهنا يظهر جليا مهارة وحنكة وفطرة الكاتب وقدرته في اخراج نصه بافضل ما يمكن ويريح بالتالي متلقيه.
أتمنى ان اكون قد أضفت لكل المتابعين معلومة تفيد أهل الشعر وعنوانه ، ومن الله التوفيق .
.....................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد