أدركتِ فجرَ الشبابِ الغضِّ
تُحبّينَ الحياةَ وكُنتِ لا تعرفينَ الغَمْ !
فسُرعان ما خيَّمَ عليكِ العجزُ
والحزنُ وأظلمتْ حياتكِ الغِيَمْ !!
وعِشتِ أيامكِ الطويلة
تُقاسين الوجعَ والآرقَ ولعنة السَّقمْ
وغربة روحٍ ليس لكِ حبيبٌ مثلي
يؤنِسُكِ ويُخَفِّفُ عنكِ الألمْ
فهوِّني يا حبيبتي على قلبكِ المعذَّب
وآطرُدي عن نفسكِ المآسي والغُمَمْ
فكُلنا بائسٌ جديرٌ برحمةِ الرَّبْ
من نُعمىً وشقاءٍ قد أقتسَمْ !
وجميعُنا في الحياة كالأعمى
يسوقُنا نحو حتوفِنا الموتُ والعدَم !
فيا حُبّي المستحيل !
إلى متى القهرُ والإنتظارُ والهروبُ والظُّلَمْ ؟!
ألا يكفيكَ يا حُبّي
أنْ تجرَعَ علقماً يوم المِحنةِ
وفي ساعاتِ الضَّرَمْ
وقلبي هذا صامتٌ يُصغي
الى صوتِ العاشقِ المجنون ورِقَّةِ النَّغَمْ
فآعلَمي يا حبيبتي
لا شيء يدومُ في هذه الدنيا أو يَلتئِمْ !!
وآنثري غبارالكآبة فوق الليالي
وآنصُتي إلى صوتِ الشباب المضْطَرَمْ
ما لكِ لا تُصغين لغير الأسى
– فأرقُصي مع النورِ الضَّحوكِ المُحتشَم
إنْ لم تلوميني يا عشيقتي
فمَن ذا تلومين غيري
من حبيبٍ عاشقٍ مُحتَرَمْ
قد أكثرَتِ يا حبيبتي
من الهجرِ والغيابِ والحُججِ
والشكوى والغَمْ !
فهل تحسبين الأيام في غروبها
تُرثي لمَن هدَّمَتْهُ الأحقادُ والنِّقَم ؟!
كلاّ ! فالزمنُ يمضي مُسرِعاً
لا يلتوي على ما ترَكَهُ
من ندوبٍ وكوارثٍ وحِمَمْ
هذي هي الحياة !
فلِمَ كلّ هذا العذاب
والحزن العظيم المُخترَمْ ؟؟؟
يوم الاحد 8 آذار2020 ( قصيدة بقلم الشاعر رمزي عقراوي في زمن إنتشار الكورونا )
====================================================