احبتي نعود لتنقيبي في البحث عن المعرفه والحقيقه وتنقيبي اليوم بعنوان السَجعةُ الموحدة
وكما عادتي لكم مني خاطره ........
صل يا ربى على المدثر
وتجاوز عن ذنوبى
وأعنى يا إلهى
بمتاب أكبر
فزمانى ولع بالمنكر
درج الناس على غير الهدى
وتعادوا شهوات
وتمادوا
لا يبالون وقد عاشوا الردى
جنحوا للسلم أم ضاعوا سدى
أيكون الخير فى الشر انطوى
والقوى
خرجت من ذرة
هى حبلى بالعدم
أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم
ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما
سوف ترعاه الأمم
وتعود الأرض حبا وابتساما
رب سبحانك مختارا قديرا
أنت هيأت القدر
ثم أرسلت نذيرا للبشر
آية منك ونورا
هو عين الله لولا ضوؤه
لم نر البارى فى شتى الصور
جعل الموت رجاء وبقاء
وغراسا منه لا يفنى الثمر
صل يا رب على خير البشر
الذى أسرج فى ليل حرا
قمرا أزهر من بدر السماء
يقرأ الناس على أضواءه
حكمة الخلق وأسرار البقاء
من إله قد هدى بالقلم
علم الإنسان ما لم يعلم
صل يا رب على المدثر
وتجاوز عن ذنوبى واغفر
وأعنى يا الهى بمتاب أكبر
ليلة المولد يا خير الليالى
والجمال
وربيعا فتن السحر بالسحر الحلال
وطنى المسلم فى ظلك مشبوب الخيال
طاف بالصارى الذى أثمر عنقود سنى
كالثريا
ونضا عن فتنة الحسن الحجابا
ومضى يخرجه زيا فزيا
وزها "ميدان عبد المنعم"
ذلك الحسن حياه الغمام
بجموع تلتقى فى موسم
والخيام
قد تبرجن وأعلن الهيام
وهنا حلقة شيخ يرجحن
يضرب النوبة ضربا فتئن
وترن
ثم ترقص هديرا أو تجن
وحواليها طبول صارخات فى الغبار
حولها الحلقة ماجت فى مدار
نقزت ملء الليالى
تحت رايات طوال
كسفين ذى سوار
فى عباب كالجبال
وتدانت أنفس القوم عناقا واصطفافا
وتساقوا نشوة طابت مذاقا
ومكان الأرجل الولهى طيور
فى الجلاليب تثور وتدور
تتهاوى فى شراك
ثم تستقر جرحى وتلوب
فى الشباك
مثلما شب لهيب
وعلا فوق صدى الطبل الكرير
كل جسم جدول فيه خرير
ومشى فى حلقة الذكر فتور
لحظة يذهل فيها الجسم والروح تنير
وعيون الشيخ أغمضن
على كون به حلم كبير
والمقدم
يتغنى يرفع الصوت عليا
وتقدم
يقرع الطبل الحميا
ورمى الذكر وزمزم
وانحنت حلقته حين انحنى
واستقامت وهوت الطبل نار تتضرم
وصدى ولد لشيخ وترجم
حيث للقطب حضور
وتداعى وتهدم
وينادى منشد شيخا هو التمساح
يحمى عرشه المضفور من موج الدميرة
ندبوه للملمات الخطيرة
شاعر أوحى له شيخ الطريقه
زاهد قد جعل الزهد غِنى
فله من رقع الجبة الوانا حديقه
والعصا فى غربة الدنيا رفيقه
وله من سبحة اللالوب عقد
ومن الحيران جند
وله طاقية ذات قرون
نهضت فوق جبين
واسع رققه ضوء اليقين
وفتى فى حلبة الطار تثنى
وتأنى
وبيمناه عصاه تتحنى
لعبا حركة المداح غنى
راجع الخطوة بطار
رجع الشوق وحنّا
وحواليه المحبون يشيلون صلاة وسلاما
ويذوبون هياما
ويهزون العصيا
ويصيحون به أبشر
لقد نلت المراما
صل يا رب على المدثر
وأعنى وانصر
بشفيع الناس يوم المحشر
الذى يسقى صفاء الكوثر
وهنا فى الجانب الآخر أضواء رقاق
نشرت قوس قزح
من رجاء وفرح
من ربيع فى دحى الليل يراق
ونساق
أنفس شتى وبطء واستباق
وفتاة لونها الأسمر من ظل الحجاب
تتهادى فى شباب وارتياب
قد تحييك وتدعوك بأطراف الثياب
وهى قيد وانطلاق
واضطراب واتساق
إن نأت عنا وأخفتها الديار
فعروس المولد الحلوة جلاها التجار
لبست الوانها شتى أميره
ما أحيلاها صعيره
وقفت فى كرنفال
فوق عرش دونه الحلوى كنوز ولآلئ
من اساطير الخيال
وهى إن تصمت ففى أعينها الوسنى انتظار
حولها الأطفال داروا
بعيون تلمع الألوان فيها وتذيع
وبها من بهجة رفت دموع
لهفتا كم عصفت البؤس بأطفال صغار
وردوا المولد بالشوق وعادوا بالغبار
ويح أٍّ حسبوها
لو أرادوا النجم جاءت بالدرارى
ويحها تحمل سهد الليالى
فى صحو النهار
ربّ أرسلت يتيما
قام بالحق رحيما
قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديما
وتعشينا وأحسسنا أمانا
وشربنا وارتوينا
ومشينا
وشعرنا بنعاس فى خطانا
وسلام هو لو دام لأحمدنا الزمانا
ومضى الليل ونادانى سريرى المنام
فتركت المولد الساهر خلفى والزحام
من نفوس رجت الرّى
ولم يهمل غمام
فهى ظمأى فى القتام
وبسمعى الطبل دوى من بعيد
كوليد فى دجى الليل وحيد
وبقايا من نشيد
عبرت سمعى طيرا
فى ظلام بشّر الآفاق بالصبح الجديد
والوعود
رب فى موطنى المسلم قد عدنا إليكا
ما اعتمدنا ربنا إلا عليكا
وذكرنا الهادى المختار ذكرى
ملأت أرواحنا طهرا وصبرا
صل يا رب عليه
وتجاوز عن ذنوبى وأغفرِ
وأعنى بمتاب أكبرِ.
نبدء تنقيبي عن السَجعةُ الموحدة
السجع هو توافق الفاصلتين في الحرف الاخير و أفضله ما تساوت فِقرُهُ. نحو قول رسول الله صلي الله عليه وسلم(اللهم أعطِ مُنفقاً خلفاً وأعطِ مُمسِكاً تلفاً) .
كُنتُ قد أوردتُ نماذجَ من كلماتٍ لإبن الجوزيِ وهي كلماتٌ إلتزم فيها أسلوب السجعِ الذي تنتهي كُل سجعاتهِ بحرفٍ واحدٍ وهو اسلوبِ يحتاج لمقدرةٍ خاصةٍ يُعَينُ عليها تمكنُ الكاتبِ من مُفرداتِ اللُغةِ ونُوردُ هنا نمُوذجاً لإبن الجوزيِ إلتزم فيهِ سَجعةً مُوحدةً يقول ...
الحمدُ للهِ غافرِ الخطايا، الوافرِ العطايا، دافعِ الاذايا، رافعِ الرزايا،تُسبحوهُ البرايا، بالغديا والعشايا، وتطيرُ القلوبُ من هيبتهِ شظايا؛ إثباتُ قِدمهِ أولُ القضايا، والنهيُ عن تشبيِههِ اكتُ الوصايا ،إستوى على العرشِ لا كاإستواءنا على الحشايا، ينزِلُ على السماءِ الدنيا لا كاإرتحالِ السرايا، هذه عقيدتي واللهُ يعلمُ الطوايا
نلحظُ في هذه الكلمةٍ ألواناً من الإفتنانِ في الأداءِ اللفظي فقوله الحمد لله غافر الخطايا الوافر العطايا فيه بالاضافة الى السجع لزومُ مالا يلزمُ وهو إلتزامُ الطاءِ في الكلمتينِ الخطايا والعطايا؛ ثم انه ناغمَ بين حرفي الفاءِ والراءِ في كلمتيِ غافر و وافر فكان جرسُ الكلماتِ مُتجاوباً تجاوباً كاملاً في هاتين العبارتينِ في قوله غافر الخطايا الوافر العطايا.
وجاء في قوله في الكلمةِ السابقةِ قوله إستوى على العرشِ لا كا إستواءنا على الحشايا؛ الحشايا جمعُ حشيةٍ وهي الفِراشُ المحشو وكل ما حُشيَ قُطناً أو غيره ليكون فِراشاً فهو حَشِيةٌ.
يقول عنترةُ بن شداد .....
و حَشِيتيِ سَرجٌ على عَبلِ الشوِىَ
نَهدٍ تعاورهُ الكُماتُ مُكلمَ
جعل فِراشهُ سرج حِصانهِ ليدُلَ على انه رجلٌ حربٍ.
وفي السجعة الموحدة لي كلمة اقولُ فيها ...
لقد غادرت فصاحتي كُلَ ناطقٍ عيايا، وعند إرتجالِ الخُطبِ تَبِينُ المزايا، فايظهرُ الفرقُ بين التكلُفِ والسجايا؛ فليس لهم إلا النُقُبتُ أو القطرُة من الروايا، لي المِرباعُ من غزواتِ الفصاحةِ والصفايا، قطعت. فصاحتي الفيافي فاتم حجي الى القوافي ولم تقف المطايا، ومن يتعشق عِذَابَ الثنايا، تجشم فيها عَذَابَ الثنايا.
نلحظُ في كلمتي قولي لي المِرباعُ من غزوات الفصاحة والصفايا، فالمِرباعُ هو ما يأخذهُ قائدُ الجيشِ من رُبعِ الغنيمةِ والصفايا ما يصطفيه قائدُ الجيشِ لنفسهِ من المغنمِ قبل القسمةِ. وخلاصة ما أردته أن لي النصيبُ الأوفى والأوفر في مجال الفصاحةِ.
مدخل آخر ......
يقولونَ تَكبدتُ مشقات هذا الآمرِ، وهو تعبيرٌ غيرُ صحيح لأن تَكبدَ لها معناً آخر .
يُقالُ ..تَكبدتِ الشمسٌ إذا صارت في كبدِ السماء أي في وسطها.
والصوابُ أن يُقال ... كابدتُ مشقاتِ هذا الآمرِ، أي قاسيةُ مشقتهُ
ومنه قول الشاعر ...
أُكابدُهُ والسيفُ بيني وبينهُ
ولستُ لأثوابِ الدنئِ بلابسٍ
احبتي اتمني ان ينال اعجابكم ولكم مني جل حبي ....جوجو