بعنوان : شجرة زمان
-------------
زمان .. كانت لنا شجرة ..
كبيرة دايمة الخضرة
بتضلل على روسنا ..
و تحمينا من الأيام
تلم العيلة تحتيها ..
و نفرح كلنا بيها
عشان بتجمع الصحبة ..
و نتسامر مع الخلان
تزرع جوه بقلوبنا ..
نبات أخضر .. و بيرعرع
بيكبر كل ما نكبر ..
يقوينا كمان و كمان
و لو فينا الكبير يحكي ..
تلاقي الكل يسمع له
و لما ينطق الحكمة ..
بتسمع دبة النملة
كأن الطير على روسنا ..
و نتعلم .. أدب و كمال
و كنا نقول : كبيرنا قال ..
بقوله نضرب الأمثال
طب الليام دي .. مين بيقول ؟ ..
و مين ليام دي دي راح يسمع ؟
دي شجرتنا بقت يابسه ..
بقت عريانه مذلولة
عليها الحزن متحفر ..
و صار الغصن متكسر
و ضاعت لمة العيلة ..
و فين الرحمة و الأرحام ؟
و تاه عنا في غربتنا ..
حنين .. يربطنا .. و يأثر
عشان نتلم من تاني ..
تلاقي الكل يتأخر
يفتتنا زمان البعد ..
جوه عضامنا بيكسر
و صرنا ف أي شيء تافه ..
بنتحير و نتعثر
و مين بيرد ع التليفون ؟ ..
و مين في التاني بيفكر ؟
موبايلك دا اللي صار ألوان ..
ويتطور مع النغمات
ما هوش عمره بيحيي موات ..
و لا بيحمي من الأزمات
عشان الصحبة .. و الأحضان ..
مع النظرات .. زمااااان كانت
م هي شجرتنا ليام دي ..
سمادها صناعي متسمم
و ضحكتها اصابها صفار ..
ما هوش في القلب بيعلم
و رحنا بعيد .. و فتنا الدار ..
على المدن اللي فيها عمار
نسينا قلوبنا في الزحمة ..
نسينا صحبة الأحباب
يرن موبايلك الرنات ..
يقول لك مين ح يتجوز
و مرة يقول : تعيش انت ..
و تسقط ورقة م الورقات
و نتجمع .. كما الأغراب ..
عشان من تاني نتفرق
و تتفرق غصون شجرة ..
زمان .. و حنان .. يضيع منا
يصيبنا جفاء زمان قاسي ..
زمن بياخدنا للمجهول
و نتحسر على العلاقات ..
و ع الصداقات .. و ع الإخوات
عشان شجرة زمان ماتت ..
أصابها جفاف زمان الشات
-------- كلمات : هشام سلطان
مصر