شاهت الوجوه و رغمت الأنوف
على مذبح الرذيلة تضرب السيوف
ساقتني الأقدار في زمن الطعون
و الروح تأست تغريها تقلبات و ظروف
بيني و بين الفضيلة عهد قد مضى
و ولى ضاق به الخال و الصروف
أنا الشاعر في مجرات القصيد أغدو
ألملم جراحاتي تشفيني الحروف
أسيل حبري و مدادي بغزارة
ينهمر في القوافي يرعف و يطوف
يغدو بزرقته كأنه الأفق و السماء
بغيمها و مزنها تطهر الأرض و تحوف
و تعتقت من سلال الروح أصالة
نسجت خيراتها و نعيمها قطوف
قد ذل العزيز و ارتشف الهوان
و ما ذله إلا من عشق زليخة ليوسف
من العار أن توءد الأمنيات في المهد
من طرف قطيع يسوقه ماعز و خروف
ليل طال دجاه و ديجوره يئن و يعاني
و الناس في غفلة يلههم الجوال و الدفوف
ما ذنب الفضيلة ذابت من السهر و السهاد
تذمرت و استاءت قلبها محموم و منزوف
و يا لطول الوقت و الأمد حتى طغى
و صار المنكر جهارا و غيب المعروف
و أصبحت الأسافل للمناصب مرتقية
و انعدم الحب و الحياء و الكسوف
و لرب سفالة و نذالة في زمن أضحت
علامة الجودة يطلبها اللئيم و العطوف
يا أيتها النفوس و أصحاب الهوى
حاذروا من يوم تشخص الأبصار فيه صفوف
18/1/2020
رامي بلحاج